(وَنُورُهُ وَبُرْهانُهُ عِنْدَكُمْ)
من العلوم الالهية ، والمعارف الرّبانية ، والهدايات السّبحانية ومن الدّلائل الظّاهرة والمعجزات الباهرة ، كلّ ذلك عندكم ، لأنّكم مظاهر آيات الله ومواضع أسراره وعلومه الرّبانية ، كما تقدمت الاشارة إليها.
(وَأمْرُهُ إلَيكُمْ)
وأمر الله سبحانه بالامامة أو أظهار العلوم (اليكم) يعني أن اختيار اظهار العلوم ونشر الحق وكتمانه إليكم ، كما ورد في جملة من الاخبار قال عليهالسلام :
«أنّ الله فرض عليكم السّؤال ولم يفرض علينا الجواب» (١).
عن الوشاء قال : سألت الرضا عليهالسلام فقلت له : جعلت فداك : (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) (٢).
فقال عليهالسلام : «نحن أهل الذّكر ونحن المسؤولون».
قلت : فأنتم المسؤولون ونحن السّائلون.
قال عليهالسلام : نعم.
قلت : حقّ عليكم أن تجيبونا.
قال عليهالسلام : لا ذاك إلينا إن شئنا فعلنا ، وإن شئنا لم نفعل أما تسمع قول الله تبارك وتعالى : (هَـٰذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) (٣) (٤).
والاخبار بهذا المضمون كثيرة.
__________________
(١) بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٢٣ ، ص ١٧٦ ، اصول الكافي : للشّيخ الكليني رحمه الله ، ج ١ ، ص ٢١١.
(٢) النحل : ٣٤.
(٣) سور ص : ٣٩.
(٤) وردت هذه الرواية بهذه الصورة في بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٢٣ ، ص ١٧٧ ، عن زرارة عن أبي جعفر عليهالسلام ، اصول الكافي : للشّيخ الكليني رحمه الله ، ج ١ ، ص ٢١٠.