(السّلامُ عَلَى أئمَّةِ الهُدَى)
المراد هو أنّ الهداية ملازمة ومتابعة لهم ولا تفصل عنهم فكأنهم ائمّة وقادة الحقّ والهداية. بل الحقّ والهداية يقتديان بهم أو يكون المراد ، أنّهم عليهمالسلام قادة النّاس ، يهتدي بهم من أراد الهداية منهم وتبع سبيلهم ، وهلك من تخلف عنهم وأعرض عن طريقهم.
ورد في رواية الفضيل قال : سألت الامام الصادق عليهالسلام عن قوله تعالى (إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ) (١).
فقال عليهالسلام : «كلّ إمام هاد للقرآن الذي هو فيهم» (٢).
وروى عبد الرحيم القصير عن الامام الباقر عليهالسلام في قوله تبارك وتعالى :.
فقال عليهالسلام : «رسول الله المنذر وعليّ الهادي ، أما والله ما ذهب منّا وما زالت فينا الى السّاعة» (٣).
فكانت فضائلهم في هداية النّاس تتناقل على ألسن أعدائهم أيضاً ، بل أذعنوا بها وصدقوها ، وفي كتب التاريخ أن الحسن البصري كتب الى الإمام الحسن عليهالسلام : أمّا بعد فأنتم أهل بيت النّبوة ، وعدن الحكمة ، وأنّ الله جعلكم الفلك الجارية في اللّجج الغامرة يلجىء إليكم الّاجىء ، ويعتصم بحبلكم الغالي ، من اقتدى بكم اهتدى ونجا ، ومن تخلّف عنكم هلك وغوى ، وإنّي كتبت إليك عند الحيرة
__________________
(١) الرّعد : ٧.
(٢) تفسير الميزان : للعلّامة الطباطبائي رحمه الله ، ج ١١ ، ص ٣٢٨ ، عن اصول الكافي : للشّيخ الكليني رحمه الله ، ج ١ ، ص ١٩١ ، وتفسير نور الثقلين : لابن جمعة العروسي الحويزي رحمه الله ، ج ٢ ، ص ٤٨٢.
(٣) تفسير الميزان : للعلّامة الطباطبائي رحمه الله ، ج ١١ ، ص ٣٢٧ ، عن اصول الكافي : للشّيخ الكليني رحمه الله ، ج ١ ، ص ١٩٢ ، ومجمع البيان : للعلّامة الطبرسي رحمه الله ، ج ٣ ، ص ٣٦٠ ، وبهذا المعنى ورد في شواهد التنزيل : الحاكم الحسكاني ، ج ١ ، ص ٢٩٣ ، وتفسير الطبرسي : ج ١٣ ، ص ١٠٨ ، وتفسير الفخر الرازي : ج ٥ ، ص ٢٧١ ، وتفسير فتح القدير : للشوكاني ، ج ٣ ، ص ٧٠ ، الدّر المنثور : للسيوطي ، ج ٤ ، ص ٣٠٧ ، وغيرها من الكتب التفاسير والكتب الروائية من العامّة والخاصّة.