يصل إليه أحد.
(وَبَخَعَ كَلُّ مُتَكَبِّرٍ لِطَاعَتِكُم)
(بخع) بالباء الموحدة والخاء المعجمة أي خضع ، والمعنى ، إنّ المتكبرين يقرّون بطاعتكم لله تعالى ويقرّون بتفردكم في العبودية الخالصة والطاعة الكاملة لله سبحانه.
(وَخَضَعَ كُلُّ جَبَارٍ لِفَضْلِكُم)
أي خضع كل سلطان متجبر لمقامكم الشّامخ وعلومكم الباهرة ، وما ذكره الإمام الحسن المجتبى عليهالسلام من فضائل أمير المؤمنين عليهالسلام في مجلس معاوية ، واقرارهم بما ذكره الإمام عليهالسلام (١). أو ما ذكره المأمون العباسي من فضائل أمير المؤمنين عليهالسلام في مجلسه وقد حضره جمع غفير من علماء المخالفين واذعانهم بها (٢).
أو ما ذكره الاعرابي من فضائل أمير المؤمنين عليهالسلام في مجلس الوليد بن يزيد بن عبد الملك بكلام بليغ وفصاحة فائقة ، فإغتم وليد وامتلئ قلبه غيضاً وهو يغص بريقة وقد تغير لونه ، فأغمي عليه يوماص وليلة أجمع (٣) ، وهذه صوراً حيّة من التّاريخ لمن أراد أن يتذكر أو يؤمن.
ورد ذكر آل أبي طالب عليهمالسلام يوماً في مجلس الرّشيد قال هارون : بلغني أن العامّة (٤) يظنون فيّ بغض عليّ بن أبي طالب ، والله ما أحبّ أحداً حبّي له ، ولكن
__________________
(١) فراجع بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٤٤ ، ص ٧٠ الى ٨٦ ، والاحتجاج : للشّيخ الطّبرسي رحمه الله ، ص ١٣٧ الى ١٤٣.
(٢) بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٤٩ ، ص ١٨٩ الى ٢٠٨ ، عيون أخبار الرضا : ج ٢ ، ص ٢٨٥ الى ٢٠٠.
(٣) بحار الانوار ج ٤٦ ، ص ٣٢١ الى ٣٢٣.
(٤) يعني سواد الناس.