(السَّلامُ عَلَى الأئمَّةِ الدُّعَاةِ)
الائمّة جمع امام ، والامام هو الذي يُقتدى به (١) ، يعني السّلام على قادة النّاس الائمّة الدّعاة عليهمالسلام الذين يهدون الناس الى الله سبحانه ويسوقونهم نحو طاعته وعبادته ـ كما مرّ الاشارة إليها.
(والقَادَةِ)
لانّهم عليهمالسلام يقودون شيعتهم في الدنيا الى النجاة وفي الاخرة الى الجنة ، بل الى أعلى درجاتها.
روي محمّد الحنفية قال : قال أمير المؤمنين عليهالسلام : «إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله يوم القيامة آخذ بحجزة الله ، ونحن آخذون بحجزة نبيّنا وشيعتنا آخذون بحجزتنا».
فقلت : يا أمير المؤمنين وما الحجزة؟
فقال عليهالسلام : «الله أعظم من أن يوصف بحجزة أو غير ذلك ، ولكن رسول الله صلىاللهعليهوآله آخذ بأمر الله ، ونحن آل محمّد آخذون بأمر نبيّنا ، وشيعتنا آخذون بأمرنا» (٢).
يقول المؤلف : الاخذ بالحجزة كناية عن التمسك بالسبب ، فجعله الناس في الدنيا سبب تقربهم الى الله سبحانه ورسوله صلىاللهعليهوآله والاوصياء عليهمالسلام ، وهذا السبب هو
__________________
(١) يطلق الامام تارة على الذي يهدي الانسان إلى الله عزّ وجلّ واُخرى على الذي يهدي الانسان الى الشّيطان أو الى طريق جهنّم لأنّهم إمّا أئمّة الايمان وإمّا أئمّة الكفر ، كما يعبر عنهم القرآن الكريم ، اذاً الانسان مخير في انتخابه لاحدهما فالعاقل البصير لا يختار إلّا الذي يهديه الى الله والى الجنّة دون أن يتعصب الى ما كان مذهبه ومذهب أبيه وعشيرته أو أهل بلده ، بل يختار ما فيه رضى الله عزّ وجلّ ورضى رسوله الكريم صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وقد ورد في كتب التفاسير أن المراد من أئمّة الكفر في الآية الشريفة : (فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ) أبو سفيان بن حرب والد معاوية ، والاية في سورة التّوبة : ١٢ ، وراجع في معنى الآية الشريفة الى تفسير الطبري ، ج ١٠ ، ص ٣٦٢ ، وتفسير ابن جزي ، ج ٢ ، ص ١٨ ، وتفسير السيوطي ، وتفسير الخازن ، ج ٢ ، ص ٢١٨ ، وتفسير الآلوسي : ج ١٠ ، ص ٥٩ ، وتاريخ ابن العساكر : ج ٦ ، ص ٢٩٣.
(٢) بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٤ ، ص ٢٤ ، ح ١ ، التّوحيد : للشّيخ الصدوق رحمه الله ، ص ١٦٥.