(وَوَفَقَنِي لِطَاعَتِكُم وَرَزَقَنِي شَفَاعَتَكُم)
أي يوفقني الله تعالى لطاعتكم في الدّنيا في الأقوال والأعمال ، ورزقني شفاعتكم في الاخرة ، وكما يوفقني لطاعتكم بحيث لا أعصيكم في شيء من أقوالكم ولا اخالف في شيء من أعمالكم.
(وَجَعَلَنِي مِنْ خِيارِ مَوالِكُم التّابِعِينَ لِما دَعَوتُم إلَيهِ)
الاخيار يعني الموالين المحبّين الذين ورد ذكرهم في الرّوايات بمعنى الابدال وهم النّقباء والنّجباء الذين بذلوا السّمع والطّاعة لساداتهم وأئمّتهم عليهمالسلام أمثال ، سلمان المحمّدي ، وأبو ذر الغفاري ، ومقداد بن الاسود ، وعمّار بن ياسر ، ومالك الاشتر النّخعي ، وميثم التمّار ، وجابر بن عبد الله الانصاري ، وحجر بن عدي ، وو ... من أصحاب الائمّة الهداة عليهمالسلام حيث لا يسع المجال في هذه الوجيزة أن نذكرهم.
وأنّ الاخيار من مواليهم قد يختلفون بحسب مراتبهم ودرجاتهم من حيث القرب والعلم والدراية وفي معرفة الامام وقاماته السّامية ، ولذا ورد : لو علم أبو ذر ما في قلب سلمان لقتله (١). لانّ سلمان رحمه الله كان له من المعرفة في مسائل الامامة ما لا يتحملها أبو ذر رحمه الله.
والتّابعين لما دعوتم إليه يا آل محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم وكانت دعوتكم الى الله عزّ وجلّ ومعرفته ومعرفة أنبياءه وحججه وملائكته وكتبه ومعرفة الاوامر والنواهي ، ونحن الموالين والتّابعين نستجيب لكم ونبذل لكم السّمع والطّاعة في كل ما دعوتم إليه وفيه قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّـهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا
__________________
(١) بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٢ ، ص ١٩٠.