والاطلاع فعليه أن يلتمس ذلك في الكتب المطولة للاصحاب «رضوان الله عليهم أجمعين».
(مُنْتَظَرٌ لأمْرَكُم)
أي غَلَبَتكم على الأعداء في زمن مولانا الإمام المهدي «عجّل الله تعالى فرجه الشّريف» أو منتظر لظهور إمامتكم ، بحيث أن إمامتكم وقدومكم مسلم وواضح لجميع أهل العالم.
واعلم أن انتظار الأمر وفرج آل محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم من أحبّ الأعمال وأفضل الأعمال (١) والعبادة (٢) لله عزّ وجلّ كما ورد ذلك عن الإمام محمّد الباقر عليهالسلام قال : «إعلموا أنّ المنتظر لهذا الأمر له مثل أجر الصائم القائم» (٣).
وورد عن الإمام السجاد عليهالسلام قال :
«... يا أبا خالد إنّ أهل زمان غيبته القائلين بإمامته والمنتظرين لظهوره أفضل من أهل كلِّ زمان ، لأنّ الله تبارك وتعالى أعطاهم من العقول والأفهام والمعرفة ما صارت به الغيبة عندهم بمنزلة المشاهدة ، وجعلهم في ذلك الزّمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بالسيف ، اُولئك المخلصون حقّاً وشيعتنا صدقاً ، والدّعاة الى دين الله عزّ وجلّ سرَّاً وجهراً» (٤).
وفي الرّسالة التي كتبها الإمام الحسن العسكري عليهالسلام مخاطباً فيها علي بن بابويه جاء فيها : «وعليك بالصّبر وإنتظار الفرج فان النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «أفضل أعمال
__________________
(١) قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «أفضل أعمال أُمّتي إنتظار فرج الله عزّ وجلّ» بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٥٢ ، ص ١٣٣.
(٢) عن أمير المؤمنين عليهالسلام : «أفضل عبادة المؤمن إنتظار فرج الله» بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٥٢ ، ص ١٣١.
(٣) اصول الكافي : للشّيخ الكليني رحمه الله ، ج ٢ ، ص ٢٢٢ ، باب الكتمان.
(٤) كمال الدين واتمام النعمة : للشّيخ الصّدوق رحمه الله ، ج ٢ ، ص ٣٢٠ ، ح ٢ ، باب ٣١.