وأو أنّ المراد بها أنّ الأئمّة عليهمالسلام كانوا في مضان الاجابة في دعواتهم لله عزّ وجلّ ، ومن أراد أن يطلع على حسن الاجابة في دعواتهم في احيا الموتى ، وشفاء المرضى وسائر حوائج الخلق ، فليراجع الكتب المبسوطة ، وقد ورد مأثوراً عن الإمام الصّادق عليهالسلام قال :
«ثلاثة لم يسأل الله عزّ وجلّ بمثلهم أن يقول : اللّهمّ فقّهني في الدّين ، وحببّني الى المسلمين ، واجعل لي لسان صدق في الآخرين» (١).
وقد يكون المراد من الدّعوة الحسنى أنّ أهل البيت عليهمالسلام هم نتاج دعوات الانبياء عليهمالسلام مثل إبراهيم عندما قال : (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي) (٢).
والمراد من الذّرية في الآية الشّريفة النّبي الاكرم صلىاللهعليهوآله وآل النّبي صلىاللهعليهوآله (٣).
وورد في حديث عبد الله بن مسعود عن النّبي الاكرم قال : «أنا دعوة أبي إبراهيم» (٤).
وورد عن الإمام محمّد الباقر عليهالسلام أنه قال في تفسير الآية الشّريفة : (قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّـهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي) (٥) قال : «رسول الله صلىاللهعليهوآله وعلي والأوصياء من بعده عليهمالسلام» (٦).
(وَحُجَجِ اللهِ)
فان الأئمّة من آل محمّد صلىاللهعليهوآله حجج الله عزّ وجلّ ، وبهم يحتج غداً على النّاس ،
__________________
(١) بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٩٥ ، ص ٣٥١ ، ح ٥ ، عن الامالي : الشّيخ الطّوسي رحمه الله ، ج ٢ ، ص ٣٠٩.
(٢) ابراهيم : ٤٠.
(٣) راجع تفسير نور الثقلين : للحويزي رحمه الله ، ج ٢ ، ص ٥٤٩ ، في تفسير هذه الآية ، بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٢٣ ، ص ٢١٢ الى ٢٢٨ ، باب ١٢.
(٤) بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٢٥ ، ص ٢٠٠.
(٥) يوسف : ١٠٨.
(٦) بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٣٦ ، ص ٥٢.