(وَحَمَلَةِ كِتابِ اللهِ)
فانّ الأئمّة الهدى عليهمالسلام هم الحملة الواقعيون للقرآن الكريم وما جاء فيه من علم الاولين والاخرين ، ولأنّهم حملة علوم القرآن وأسراره ، ويعلمون ظاهره وباطنه ، ويقفون على خفايا أسراره ، ويحفظون ألفاظه دون زيادة ولا نقيصة ولا تغيير وتبديل ، ورد في رواية عبد الله بن بشير سمعوا الإمام الصادق عليهالسلام يقول :
«إنّي لأعلم ما في السّموات وما في الأرض ، وأعلم ما في الجنّة وأعلم ما في النّار ، وأعلم ما كان وما يكون».
قال ابن بشير ، ثم سكت هنية ، فرأى أن ذلك كبر عليَّ من سمعه منه. فقال : «علمت ذلك من كتاب الله عزّ وجلّ حيث يقول : (تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ) (١) (٢).
وعن محمّد بن الفضل قال سألت الصادق عليهالسلام عن قوله تعالى عزّ وجلّ : (بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) (٣).
قال الإمام عليهالسلام : «هم الأئمّة عليهمالسلام خاصّة» (٤).
وعن أبي ولّاد قال : سألت أبا عبد الله الصادق عليهالسلام عن قوله الله عزّ وجلّ : (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَـٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ) (٥).
قال الإمام عليهالسلام : «هم الائمّة عليهمالسلام» (٦).
__________________
(١) النّحل : ٨٩.
(٢) تفسير نو الثقلين : للحويزي رحمه الله ، ج ٣ ، ص ٧٦ ، وبسند آخر في اصول الكافي وعيون اخبار الرضا عليهالسلام.
وقد ورد عن علي عليهالسلام أنه قال : «سلوني عن شيء يكون الى يوم القيامة إلّا أخبرتكم ، وسلوني عن كتاب الله ، فوالله ما من آية إلّا وأنا أعلم ، أبليل نزلت أم بنهار ، في سهل أم في جبل» الاتقان : ج ٢ ، ص ٣١٩ ، تهذيب التهذيب ، ج ٧ ، ص ٣٣٨ ، الباري ، ج ٨ ، ص ٤٨٥ ، كلاهما لابن حجر ، وعمدة القاري للعيني ، ج ٩ ، ص ١٦٧ ، ومفتاح السعادة : ج ١ ، ص ٤٠٠ ، وينابيع المودة : ص ٧٤ ، وابن سعد في الطبقات : ج ٢ ، ص ١٠١.
(٣) العنكبوت : ٤٩.
(٤) تفسير نور الثّقلين : للحويزي رحمه الله ، ج ٤ ، ص ١٩٥ ـ تفسير الصافي : للشّيخ الفيض الكاشاني رحمه الله : ج ٤ ، ص ٥. ٣١ ، اصول الكافي : للشّيخ الكليني رحمه الله ، ح ١ ، ص ٢١٤.
(٥) البقرة : ١٢١.
(٦) تفسير نور الثقلين : ج ١ ، ص ١٢٠ ، عن اصول الكافي : للشّيخ الكليني رحمه الله ، ج ١ ، ص ٣١٥.