(وَأعَزَّكُمْ بِهُدَاهُ)
اي جعلكم أعزة أن منَّ الله عليكم هداية الناس ، دون غيركم ، كما روي عن الإمام الباقر عليهالسلام :
«محنة الناس علينا عظيمة ، إن دعوناهم لم يجيبونا ، وإن تركناهم لم يهتتدوا بغيرنا» (١).
أو أن يكون المراد منها أنّ الله عزّ وجلّ أكرمكم بقبولكم الهداية منه تعالى ، فهداكم إليه. وفي النتيجة أنّه بهدايته جلّ شأنه أصبحتم نجمة ساطعة في عالم الهداية وفي محفل الخلقة ، وهذه العزّة مختصّة بهم ، ولهذا وقعوا محل حسد الحاسدين ، وغضب الخائنين.
(وَخصَّكُمْ بِبُرْهانِهِ)
وبرهان الله هو القرآن الكريم وعلومه ، كما يتبين من كلمات الإمام الحسن عليهالسلام للحسن البصري حيث قال : «فليذهب الحسن يميناً وشمالاً والله لا يوجد العلم إلا فينا أهل البيت» (٢).
أو أن المراد من البرهان ، الحجج والبراهين التي بها دحضوا تشكيكات أعداء الدين.
أو أن يكون المراد المعجزات الباهرات التي ظهرت منهم عليهمالسلام ومن الكثرة ما ألف بها علماء الإمامية كتباً منصفات أو أن يكون المراد كل هذه الامور وأعم من ذلك ، لانّهم عليهمالسلام البحر مواج المتلاطم لعلم الله وقدرته ومعرفته.
__________________
(١) بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٢٣ ، ص ١٠١ ، ح ٧ ، عن الاحتجاج : للعلّامة الطّبرسي رحمه الله ، ص ١٨٠.
(٢) اصول الكافي : للشّيخ الكليني رحمه الله ، ج ١ ، ص ٥١ ، بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٢ ، ص ٦٤ و ٩٠ ، ج ٤٢ ، ص ١٤٢ ، وقد ورد هذا المعنى عن الامام الباقر عليهالسلام أيضاً عن بحار الانوار : للعلّامة الملجسي رحمه الله ، ج ٢٣ ، ص ١٠١ ، ح ٧ ، الاحتجاج : للعلّامة الطبرسي رحمه الله ، ص ١٨٠ ..