عزّ وجلّ على الآخرين لحمل أعباء الرسالة وهداية البشرية (١).
(وَرَسُولُهُ المُرتَضَى)
فانّ الله سبحانه وتعالى رضي به رسولاً من عنده في حمل الرّسالة ، أو المراد أنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم مرتضى في شفاعة العصاة من أمّته ، واذا شفع لاحد يوم القيامة فإن الله سبحانه يقبل شفاعته ، وفي هذه الفقرة المباركة من الزّيارة إشارة الى الآية الشّريفة : (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ) (٢).
يعني ، أن الله سبحانه يعطيك كرامة وساعة في شفاعة المذنبين من اُمّتك ما يرضيك.
(أرْسَلَهُ بِالهُدَى)
أرسله الله سبحانه لهداية النّاس بشيراً ونذيراً ، أي يُبشرهم بجنّة الخلد ، وينذرهم من العقوبة الخالدة.
وقد يراد من الهدى ، الكتاب والشريعة ، فجاء حاملاً شريعة غراء للبشرية.
وروي عن ابن عباس أنّه قال : ضمن الله سبحانه لمن قرأ القرآن وعمل بما فيه أن لا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة ثم قرأ هذه الآية : (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ) (٣) (٤).
__________________
(١) قال أحمد لن زين الدّين الحسائي صاحب شرح زيارة الجامعة : إنّ قوله عبده المنتجب ورسوله المرتضى بجعل المنتجب صفة للعبد والمرتضى صفة للرسول فيه نكتة وهي : ان الانتجاب أخصّ من الارتضاء ، إذ قد يرتضي الشخص شيئاً لأمر خاص وان لم يكن ذلك المرتضى خيرة الموجود لصلاحه لذلك الأمر الخاص والمرتضى وان كان هو منتجباً ممن لا يرتضى لهذه الاامر لكنه لا يلزم أن يكون منتجباً مكلّفاً بخلاف المنتجب ، فإنه مرتضى ولا كلّ مرتضى منتجب ، فلمّا كان المنتجب أخصّ وصف به العبد الاخص من الرسول ، ص ٩٣.
(٢) الضحى : ٥.
(٣) طه : ١٢٣.