وهذا المعنى من الشفاعة موافق مع مقام الامتنان من الله عزّ وجلّ على رسله وأوليائه ، فيمنحهم منصب الشفاعة منَّةً عليهم وهكذا يكون الكشف عن علو مقام وعظمة مراتب أولياء الدّين بما أثبت لهم من الشفاعة ، رزقنا الله شفاعتهم في الاخرة.
(وَالرَّحْمَةُ المَوصُولَةُ)
اي المتصلة بالرحمة الالهية الغير المنقطعة ، لأنّ كلّ إمام منهم متصل بالامام الذي قبله وكلّ منهم رحمة للعالمين كجدّهم خاتم النّبيين وسيّد المرسلين صلىاللهعليهوآلهوسلم وبذلك فسّر قوله تعالى : (وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) (١).
ورد في بعض الرّوايات أنّ المراد من الاتصال هو : اتصال الائمّة الاطهار عليهمالسلام ، إمام بعد إمام (٢).
(وَالآيَةُ المَخْزُونَةُ)
أي هم علامات وآيات قدرة الله تعالى في الارض ، ولكن معرفة ذلك كما يليق وينبغي مخزونة ومستورة إلّا عن خواصّ أوليائهم الذين كانوا موضع أسرارهم وودائع حكمهم أمثال : كميل بن زياد ، وسلمان المحمّدي ، وجابر الجعفي (رضوان الله عليهم جميعا) وغيرهم وفي هذه الفقرة المباركة اشارة الى أنّ الآيات هم الائمّة الهداة عليهمالسلام (٣).
وقال أمير المؤمنين عليهالسلام : «ما لله تعالى آية أكبر منّي ولا لله من نباء أعظم منّي» (٤).
__________________
(١) القصص : ٥١.
(٢) تفسير نور الثقلين : ج ٤ ، ص ١٣٢ ، عن اصول الكافي : للشّيخ الكليني رحمه الله ، ج ١ ، ص ٤١٥ ، ح ١٨.
(٣) اصول الكافي : ج ١ ، ص ٢٠٧.
(٤) اصول الكافي : للشّيخ الكليني رحمه الله ، ج ١ ، ص ٢٠٧.