(السَّلامُ عَلَيكُمْ)
إعلم إنّهم اختلفوا في معنى هذا اللفظ ، فبعض قالوا : إنّه يدل على الدّعاء ـ يعني سلمتم من المكاره والآفات ـ ولذا سمّيت الجنّة «دار السّلام» (١) وأيضاً بهذه المناسبة فإنّها سالمة من المكاره والآفات ومشحونة بأنواع الافراح والسّعادة.
وقال بعضهم : معناه هو عليك إسم الله تعالى ، لأنّ السّلام من الأسماء الالهية ـ يعني أنت محروس بحفظ الله تعالى ويمكن أن يكون معنى السّلام الدّعاء بالسّلامة والعافية فعندما تلقي السّلام على أحدٍ تريد له السّلامة والنّجاة من آفات الدّنيا أو عذاب الآخرة أو كليهما ، ثمّ وضعه الشّارع المقدّس موضع التّحية والبشارة في مقام التّعارف واللقاء.
قد يستعمل النَّاس هذا الكلام عند لقاءهم في مقام التّحية.
(يَا أهْلَ بَيْتِ النُّبُوَّةِ)
يراد من أهل البيت هم الائمّة عليهمالسلام (٢) ، لأن رسول الله صلىاللهعليهوآله منهم ، والرّسالة السّماوية نزلت في بيوتهم ، وأهل البيت أدرى وأعرف بما فيه. والأهل في اللغة بمعنى
__________________
(١) قوله تعالى : (لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِندَ رَبِّهِمْ) أي دار الله وهي الجنّة نسبها سبحانه إليه لشرفها.
(٢) كما أن القرآن الكريم أوصى بمودّة ذوي القربى كذلك الرّسول الاعظم صلىاللهعليهوآله كان دائماً يوصي أصحابه بحفظه في أهل بيته منها ما ورد في ذخائر العقبى : للطبري ، ص ١٨ ، قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «استوصوا بأهل بيتي خيراً ، فإنّي أخاصمكم عنهم غداً ، ومن أكن خصمه أخصمه ، ومن أخصمه دخل النّار» وابن حجر في الصّواعق : ص ٢٢٨ ، والشّبلنجي الشّافعي في نور الابصار : ص ١٠٥ ، الشّعراني في لطائف المنن : ص ١٢٩ ، بلفظ «الله الله في أهل بيتي». والقاضي عياض في كتابه الشّفاء : ج ٢ ، ص ٤٠٢ ، بلفظ : «أنشدكم الله أهل بيتي» ، والنبهاني في الشّرف المؤبد : ص ١٨٩. وغيرهم.