وعلى علو درجات سائر الائمّة عليهمالسلام عموماً بالنسبة الى سائر الناس ، لمن كان من أهل الحقّ والانصاف ولم يكن من أهل العناد والاعتساف.
(وَصِرَاطِهِ)
فانّهم عليهمالسلام صراط الله (١) ، والصّراط لغة بمعنى الطريق ، ولذا يقال للدين الحقّ صراط لانّه الطريق الوصول الى الثّواب ، والطريق الى الله ينحصر بذلك ، وبهذه المناسبة سمّيت ولاية الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام واولاده بـ «الصّراط» وأيضاً بهذا المناسبة قال مولى المتقين عليّ عليهالسلام :
«أنا صراط الله المستقيم وعرته الوثقى التي لا انفصام لها» (٢) (٣).
وتفسير هذا الكلام هو أن معرفتهم طريق الوصول الى الله عزّ وجلّ ، قال المفضّل بن عمر : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن الصراط فقال عليهالسلام :
«هو الطريق الى معرفة الله عزّ وجلّ وهي صراطان صراط في الدنيا وصراط في الاخرة ، فأمّا الصراط في الدنيا فهو الامام المفروض الطاعة من عرفه في الدنيا واقتدى بهداه مرّ على الصراط الذي هو جسر جهنم في الاخرة
__________________
(١) وكما في قوله تعالى : (وَأَنَّ هَـٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ) ـ الاية الكريمة في سورة الانعام : ١٥٣ ـ قال العلّامة شرف الدين رحمه الله في مراجعاته : ص ٣٩ ، عن الامامين العظيمين الباقر والصادق عليهماالسلام كانا يقولان : «الصراط المستقيم هنا هو الامام ، ولا تتبعوا السبل أي أئمّة الضلال ، فتفرق بكم عن سبيله ، ونحن سبيله».
(٢) بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٨ ، ص ٧٠ ، ح ١٩.
(٣) قال الحميري يمدحه عليهالسلام :
سمّاهُ جبّار السّما |
|
صراط حقّ فسما |
فقال في الذّكر وما |
|
كان حديثاً يفترى |
هذا صراطي فاتّبعوا |
|
وعنهم لا تخدعوا |
فخالفوا ما سمعوا |
|
والخلف ممّن شرعا |
واجتمعوا واتّفقوا |
|
وعاهدوا ثمّ التفوا |
أن مات عنهم وبقوا |
|
أن يهدموا ما قد بنى |
مناقب آل أبي طالب : لابن شهر آشوب ، ج ٣ ، ص ٧٣ ، المقتطفات : لابن رويش ، ج ٢ ، ص ٣١٨.