ذكرهم في القلائد ومن غيرهم الذين كانوا قبل عصرهم ، وكتاب «سمط الجمان ، وسقط المرجان»(١) لأبي عمرو بن الإمام بعد الكتابين المذكورين ، ذكر من أخلّا بتوفيته حقّه من الفضلاء ، واستدرك من أدركه بعصره في بقية المائة السادسة ، وذيّل عليه ـ وإن كان ذيلا قصيرا ـ أبو بحر صفوان بن إدريس المرسي بكتاب «زاد المسافر» ذكر فيه جماعة ممّن أدرك المائة السابعة ، وكتاب أبي محمد عبد الله بن إبراهيم الحجاري المسمى ب «المسهب ، في فضائل المغرب» صنّفه بعد «الذخيرة» و «القلائد» من أوّل ما عمرت الأندلس إلى عصره ، وخرج فيه عن مقصد الكتابين إلى ذكر البلاد وخواصّها ممّا يختصّ بعلم الجغرافيا ، وخلطه بالتاريخ وتفنّن الأدب على ما هو مذكور في غير هذا المكان ، ولم يصنّف في الأندلس مثل كتابه ، ولذلك فضّله المصنّف له عبد الملك بن سعيد ، وذيّل عليه ، ثم ذيّل على ذلك ابناه أحمد ومحمد ثم موسى بن محمد ثم علي بن موسى كاتب هذه النسخة ومكمّل كتاب «فلك الأدب (٢) ، المحيط بحلى لسان العرب» المحتوي على كتابي «المشرق ، في حلى المشرق» و «المغرب ، في حلى المغرب» ؛ فيكفي الأندلس في هذا الشأن تصنيف هذا الكتاب بين ستة أشخاص في ١١٥ سنة آخرها سنة ٦٤٥ ، وقد احتوى على جميع ما يذاكر به ويحاضر بحلاه من فنون الأدب المختارة على جهد الطاقة في شرق وغرب على النوع الذي هو مذكور في غير هذا الموضع ، ومن أغفلت التنبيه على عصره ، وغير ذلك من المصنّفين المتقدّمي الذكر ، فيطلب الملتمس منهم في مكانه المنسوب إليه كابن بسام في شنترين ، والفتح في إشبيلية ، وابن الإمام في إستجة ، والحجاري في وادي الحجارة.
وأمّا ما جاء منثورا من فنون الأدب فكتاب «سراج الأدب» لأبي عبد الله بن أبي الخصال الشقوري رئيس كتّاب الأندلس ، صنّفه على منزع كتاب «النوادر» لأبي علي ، و «زهر الآداب» للحصري ، وكتاب «واجب الأدب» لوالدي موسى بن محمد بن سعيد ، واسمه يغني عن المراد به ، وكتاب «اللآلئ» لأبي عبيد البكري على كتاب «الأمالي» لأبي على البغدادي مفيد في الأدب ، وكذلك كتاب «الاقتضاب ، في شرح أدب الكتّاب» لأبي محمد بن السيّد البطليوسي ، وأما شرح «سقط الزند» له فهو الغاية ، ويكفي ذكره عند أرباب هذا الشأن وثناؤهم عليه ، وشروح أبي الحجّاج الأعلم لشعر المتنبي والحماسة وغير ذلك مشهورة.
وأما (٣) «كتب» النحو فلأهل الأندلس من الشروح على «الجمل» ما يطول ذكره ، فمنها
__________________
(١) في ه : «سمط الجمان ، وسقيط المرجان» وعن هذا الكتاب ينقل ابن سعيد في المغرب.
(٢) كذا في أ، ب ، ج. وفي ه : «فلك الأرب».
(٣) في ب : «وأما النحو».