شرح ابن خروف ، ومنها شرح الرّندي ، ومنها شرح شيخنا أبي الحسن بن عصفور الإشبيلي ، وإليه انتهت علوم النحو ، وعليه الإحالة الآن من المشرق والمغرب ، وقد أتيت له من إفريقية بكتاب «المقرب» في النحو فتلقّي باليمين من كل جهة ، وطار بجناح الاغتباط ، ولشيخنا أبي علي الشلوبين كتاب «التوطئة» على الجزولية وهو مشهور ، ولابن السيّد وابن الطراوة والسّهيلي من التقييدات في النحو ما هو مشهور عند أصحاب هذا الشأن معتمد عليه ، ولأبي الحسن بن خروف شرح مشهور على كتاب سيبويه.
وأما (١) علم الجغرافيا فيكفي في ذلك كتاب «المسالك والممالك» لأبي عبيد البكري الأونبي وكتاب «معجم ما استعجم من البقاع والأماكن» ، وفي كتاب «المسهب» للحجاري في هذا الشأن وتذييلنا عليه في هذا الكتاب الجامع ما جمع زبد الأولين والآخرين في ذلك.
وأما «كتب علم» (٢) الموسيقى فكتاب أبي بكر بن باجة الغرناطي في ذلك فيه كفاية وهو في المغرب بمنزلة أبي نصر الفارابي بالمشرق ، وإليه تنسب الألحان المطربة بالأندلس التي عليها الاعتماد ، وليحيى الخدجّ (٣) المرسي كتاب «الأغاني الأندلسية» على منزع «الأغاني» لأبي الفرج ، وهو ممّن أدرك المائة السابعة.
وأما «كتب» (٤) الطب فالمشهور بأيدي الناس الآن في المغرب ، وقد سار أيضا في المشرق لنبله ، كتاب «التيسير» لعبد الملك بن أبي العلاء بن زهر ، وله كتاب «الأغذية» أيضا مشهور مغتبط به في المغرب والمشرق ، ولأبي العباس بن الرومية الإشبيلي من علماء عصرنا بهذا الشأن كتاب في الأدوية المفردة ، وقد جمع أبو محمد المالقي الساكن الآن بقاهرة مصر كتابا في هذا الشأن حشر عليه ما سمع به فقدر عليه من تصانيف الأدوية المفردة ككتاب الغافقي وكتاب الزهراوي وكتاب الشريف الإدريسي الصقلي وغيرها وضبطه على حروف المعجم ، وهو النهاية في مقصده.
وأما «كتب» (٥) الفلسفة فإمامها في عصرنا أبو الوليد بن رشد القرطبي ، وله فيها تصانيف جحدها لمّا رأى انحراف منصور بني عبد المؤمن عن هذا العلم ، وسجنه بسببها ، وكذلك ابن
__________________
(١) في ب : «وأما علم الجغرافية».
(٢) في ب : «وأما الموسيقى».
(٣) كذا في الأصول ، وقد ضبطه الرعيني في برنامجه فقال «الخذوج». وهو يحيى بن إبراهيم الأصبحي الحكيم.
(٤) في ب : «وأما الطب».
(٥) «وأما الفلسفة».