غزيّل لم تزل في الغزل جائلة |
|
بناته جولان الفكر في الغزل |
جذلان تلعب بالمحواك أنمله |
|
على السّدى لعب الأيام بالأمل (١) |
ضمّا بكفّيه أو فحصا بأخمصه |
|
تخبّط الظبي في أشراك محتبل (٢) |
ومثل قوله في تغلّب مسكة الظلام على خلوق الأصيل (٣) : [الرمل]
وعشيّ رائق منظره |
|
قد قطعناه على صرف الشّمول |
وكأنّ الشمس في أثنائه |
|
ألصقت بالأرض خدّا للنزول |
والصّبا ترفع أذيال الرّبا |
|
ومحيّا الجوّ كالنهر الصقيل |
حبّذا منزلنا مغتبقا |
|
حيث لا يطرقنا غير الهديل |
طائر شاد وغصن منثن |
|
والدّجى تشرب صهباء الأصيل |
وهل منكم من يقول في موشّح فيما يجرّه هذا المعنى :
رداء الأصيل |
|
تطويه كفّ الظلام |
وهو أبو قاسم بن الفرس.
وهل منكم من وصف غلاما جميل الصورة راقصا بمثل قول ابن خروف (٤) : [الكامل]
ومنزع الحركات يلعب بالنّهى |
|
لبس المحاسن عند خلع لباسه |
متأوّدا كالغصن وسط رياضه |
|
متلاعبا كالظبي عند كناسه (٥) |
بالعقل يلعب مدبرا أو مقبلا |
|
كالدهر يلعب كيف شاء بناسه (٦) |
ويضمّ للقدمين منه رأسه |
|
كالسيف ضمّ ذبابه لرياسه |
وهل منكم من وصف خالا بأحسن من قول النشار : [الوافر]
ألوّامي على كلفي بيحيى |
|
متى من حبّه ألقى سراحا |
__________________
(١) في أ : «بالأجل».
(٢) المحتبل : الناصب الحبالة.
(٣) ديوان الرصافي ١٢٣.
(٤) ابن خروف : هو علي بن محمد بن يوسف بن خروف القيسي. رحل إلى الشرق وتوفي في حلب سنة ٦٢٠ (انظر الذيل والتكملة ج ٥ ص ٣٩٦).
(٥) كناسه : مولج في الشجر يأوي إليه الظبي ليستتر.
(٦) في ب : «مقبلا أو مدبرا».