وبين الخدّ والشفتين خال |
|
كزنجيّ أتى روضا صباحا |
تحيّر في جناه فليس يدري |
|
أيجني الورد أم يجني الأقاحا |
وهل منكم الذي اهتدى إلى معنى في لثم وردة الخدّ ورشف رضاب الثغر لم يهتد إليه أحد غيره ، وهو أبو الحسن سلام بن سلام المالقي في قوله (١) : [الكامل]
لمّا ظفرت بليلة من وصله |
|
والصّبّ غير الوصل لا يشفيه |
أنضجت وردة خدّه بتنفّسي |
|
وطفقت أرشف ماءها من فيه |
وهل منكم من هجا من غير النطق بإقذاع فبلغ ما لم يبلغه المقذع ، وهو المخزومي في قوله:[مخلع البسيط]
يودّ عيسى نزول عيسى |
|
عساه من دائه يريح |
وموضع الداء منه عضو |
|
لا يرتضي مسّه المسيح |
ولمّا أقذع أتى أيضا بأبدع ، فقال : [السريع]
يا فارس الخيل ولا فارس |
|
إلّا على متن جواد الخصى |
زدت على موسى وآياته |
|
تفجّر الماء وتخفي العصا |
وهل منكم من مدح بمعنى فبلغ به النهاية من المدح ، ثم نقله إلى الهجاء فبلغ به النهاية من الذمّ ، وهو البكي في قوله مادحا : [الكامل]
قوم لهم شرف العلا في حمير |
|
وإذا انتموا لمتونة فهم هم |
لمّا حووا أحراز كلّ فضيلة |
|
غلب الحياء عليهم فتلثّموا (٢) |
وفي قوله هاجيا : [الكامل]
إنّ المرابط باخل بنواله |
|
لكنه بعياله يتكرّم |
الوجه منه مخلّق لقبيح ما |
|
يأتيه فهو من أجله يتلثّم (٣) |
وهل منكم من هجا أشتر العين بمثل قول أبي العباس بن حنون (٤) الإشبيلي : [الكامل]
__________________
(١) انظر ترجمته في المغرب ج ١ ص ٤٣٤.
(٢) أحراز : جمع حرز : وهو الوعاء الحصين يحفظ فيه الشيء. وهو كذلك : العوذة.
(٣) في ب ، ه : «الوجه منه مخلق بقبيح ما ...».
(٤) أبو العباس أحمد بن حنون. انظر ترجمته في المغرب ج ١ ص ٢٤٤ وزاد المسافر ص ٥٠.