فللجود مجرى من صفيحة وجهه |
|
إذا كان من ذاك الجبين شروق (١) |
وهزّته للمجد حتى كأنما |
|
جرت في سجاياه العذاب رحيق |
أما وأبي تلك الشمائل إنها |
|
دليل على أنّ النّجار عتيق (٢) |
فكيف بصبر النفس عنه ودونه |
|
من الأرض مغبّرّ الفجاج عميق (٣) |
فكن كيف شاء الناس أو شئت دائما |
|
فليس لهذا الملك غيرك فوق |
ولا تشكر الدنيا على نيل رتبة |
|
فما نلتها إلّا وأنت حقيق |
وله من أخرى : [الطويل]
خليليّ ، أين الزاب مني وجعفر |
|
وجنّات عدن بنت عنها وكوثر |
فقبلي نأى عن جنّة الخلد آدم |
|
فلما راقه من جانب الأرض منظر |
لقد سرّني أني أمرّ بباله |
|
فيخبرني عنه بذلك مخبر (٤) |
وقد ساءني أني أراه ببلدة |
|
بها منسك منه عظيم ومشعر |
وقد كان لي منه شفيع مشفّع |
|
به يمحص الله الذنوب ويغفر |
أتى الناس أفواجا إليك كأنما |
|
من الزاب بيت أو من الزاب محشر |
فأنت لمن قد مزّق الله شمله |
|
ومعشره والأهل أهل ومعشر |
وله أيضا : [الطويل]
ألا طرقتنا والنجوم ركود |
|
وفي الحيّ أيقاظ ونحن هجود (٥) |
وقد أعجل الفجر الملمّع خطوها |
|
وفي أخريات الليل منه عمود |
سرت عاطلا غضبى على الدّرّ وحده |
|
ولم يدر نحر ما دهاه وجيد (٦) |
فما برحت إلّا ومن سلك أدمعي |
|
قلائد في لبّاتها وعقود |
ويا حسنها في يوم نضّت سوالفا |
|
تروغ إلى أترابها وتحيد (٧) |
ألم يأتها أنّا كبرنا عن الصّبا |
|
وأنا بلينا والزمان جديد |
ولا كالليالي ما لهنّ مواثق |
|
ولا كالغواني ما لهنّ عهود |
__________________
(١) في ب : «ولا الجود يجري من صفحة وجهه».
(٢) النجار : الأصل.
(٣) في ب : «من الأرض مغتر الفجاج».
(٤) في ج : «فيخبره عني بذلك مخبر».
(٥) في ب ، ه : «وهنّ هجود» وهجود : نائمون.
(٦) في ج «على الدهر وحده».
(٧) في ب «تريع إلى أترابها».