فتقت لكم ريح الجلاد بعنبر |
|
وأمدّكم فلق الصباح المسفر |
وجنيتم ثمر الوقائع يانعا |
|
بالنصر من ورق الحديد الأخضر |
وقد سمعت فائيته في النجوم ، ولو لا طولها لأنشدتها هنا ، فإنها أحسن ما قيل في معناها.
وهل منكم من قال في الزهد مثل قول أبي وهب العباسي القرطبي (١) : [الخفيف]
أنا في حالتي التي قد تراني |
|
إن تأمّلت أحسن الناس حالا |
منزلي حيث شئت من مستقرّ ال |
|
أرض أسقى من المياه زلالا |
ليس لي كسوة أخاف عليها |
|
من مغير ولن ترى لي مالا (٢) |
أجعل الساعد اليمين وسادي |
|
ثم أثني إذا انقلبت الشمالا |
ليس لي والد ولا مولود |
|
لا ولا حزت مذ عقلت عيالا (٣) |
قد تلذّذت حقبة بأمور |
|
فتأمّلتها فكانت خيالا |
ومثل قول أبي محمد عبد الله بن لعسال الطليطلي (٤) : [مجزوء الرمل]
أنظر الدنيا فإن أب |
|
صرتها شيئا يدوم |
فاغد منها في أمان |
|
إن يساعدك النعيم |
وإذا أبصرتها من |
|
ك على كره تهيم |
فاسل عنها واطّرحها |
|
وارتحل حيث تقيم |
وهل نشأ عندكم من النساء مثل ولّادة المروانية التي تقول مداعبة للوزير ابن زيدون ، وكان له غلام اسمه «علي» : [السريع]
ما لابن زيدون علي فضله |
|
يغتابني ظلما ولا ذنب لي |
ينظرني شزرا إذا جئته |
|
كأنما جئت لأخصي علي |
ومثل زينب بنت زياد المؤدّب ، الوادي آشية التي تقول : [الطويل]
ولمّا أبى الواشون إلّا فراقنا |
|
وما لهم عندي وعندك من ثار |
__________________
(١) انظر ترجمته في المغرب ج ١ ص ٥٨.
(٢) في ب ، ه : «ولا ترى لي مالا».
(٣) في ب ، ه :
ليس لي والد ولا مولود |
|
ولا حزت مذ عقلت عيالا |
(٤) انظر المغرب ج ٢ ص ٢١.