فقال إذا كان يوم القيامة جمعهم الله تعالى وأجج لهم نارا وأمرهم أن يطرحوا أنفسهم فيها فمن كان في علم الله تعالى انه سعيد رمى بنفسه فيها وكانت عليه بردا وسلاما ومن كان في علمه سبحانه انه شقي امتنع فيأمر الله تعالى بهم الى النار فيقولون يا ربنا تأمر بنا الى النار ولم تجر علينا القلم؟ فيقول الجبار قد أمرتكم مشافهة فلم تطيعوني فكيف لو أرسلت رسلي بالغيب إليكم؟». ثم قال في الكافي وفي حديث آخر «اما أطفال المؤمنين فإنهم يلحقون بآبائهم وأولاد المشركين يلحقون بآبائهم ، وهو قول الله تعالى بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم».
لأنا نقول لا ريب ان مقتضى الخبرين المتقدمين وكذا الخبر المرسل من الكافي أخيرا الدلالة على اللحوق بالآباء من كل من أولاد المؤمنين والمشركين ، والجمع بينهما وبين ما ذكر من اخبار تأجيج النار ممكن بأحد وجهين ، اما بحمل أخبار تأجيج النار على ان الذين يدخلون النار ويطيعون هم أولاد المؤمنين والذين يمتنعون هم أولاد الكفار والمشركين وحينئذ فيلحق كل من الفريقين بالآباء في الجنة أو النار بعد الامتحان المذكور ، واما بحمل أخبار تأجيج النار على غير أطفال المؤمنين والكفار بناء على ما ثبت بالأخبار الصحيحة من تقسيم الناس الى مؤمن ومسلم وكافر فأهل الوعدين وهم المؤمنون والكفار لا يقفون في الحساب ولا تنشر لهم الدواوين ولا تنصب لهم الموازين وانما يساقون بعد البعث إلى الجنة ان كانوا مؤمنين والنار ان كانوا كافرين ، وهذان الفريقان يلحق بهم أولادهم في الجنة والنار كما صرحت به تلك الاخبار ، واما المسلمون وهم أهل المحشر الذين يقفون في الحساب وتنشر لهم الدواوين وتنصب لهم الموازين فهؤلاء الذين تأجج لأولادهم النار ، ومما يشير الى هذا الوجه تصريح اخبار الإلحاق بالمؤمنين والكافرين وإجمال اخبار التأجيج بالأطفال بقول مطلق فيحمل على هذا الفرد الذي ذكرنا ، ومما يؤكده قول صاحب الكافي بعد نقل خبر التأجيج المتضمن للأطفال بقول مطلق : وفي حديث آخر «اما أطفال المؤمنين وأولاد المشركين» فان فيه إيماء الى ان