دما». وما رواه في الكافي في الموثق عن الحسن بن الجهم (١) قال : «أراني أبو الحسن (عليهالسلام) ميلا من حديد ومكحلة من عظام فقال كان هذا لأبي الحسن (عليهالسلام) فاكتحل به فاكتحلت». ومن الظاهر ان الميل بالاكتحال لا يخلو من ملاقاة الرطوبة غالبا ، والاخبار في هذا الباب كثيرة كما يأتي في كتاب الحج ان شاء الله تعالى في اخبار الحلق والتقصير ، ومن الظاهر المعلوم اطباق كافة الناس على حلق الرأس من وقته (صلىاللهعليهوآله) الى يومنا هذا بآلة الحديد ولم ينقل في شيء منها الأمر بالتطهير.
وبالجملة فهذه الروايات الدالة على النجاسة مطرحة بإجماع الأصحاب وهذه الاخبار مضافا ذلك الى ان الراوي عمار المتفرد بالغرائب في رواياته كما طعن به عليه في غير موضع المحدث الكاشاني في الوافي ، ومن الاخبار في ذلك ايضا ما رواه الشيخ في التهذيب عن موسى بن أكيل النميري عن الصادق (عليهالسلام) (٢) «في الحديد انه حلية أهل النار والذهب حلية أهل الجنة وجعل الله تعالى الذهب في الدنيا زينة النساء فحرم على الرجال لبسه والصلاة فيه وجعل الله الحديد في الدنيا زينة الجن والشياطين فحرم على الرجل المسلم ان يلبسه في الصلاة إلا ان يكون قبال عدو فلا بأس به ، الى ان قال وفي غير ذلك لا يجوز الصلاة في شيء من الحديد فإنه نجس ممسوخ».
ورأيت في بعض الحواشي المنسوبة إلى الأمين الأسترآبادي ما صورته : قوله (عليهالسلام) «نجس ممسوخ» أقول : أهل الكيمياء زعموا ان المعدنيات المنطبعة كلها في الأصل قابلة للذهب فأصاب بعضها الجذام فصار حديدا وبعضها البرص فصار نحاسا وبعضها البهق فصار فضة وذكروا ان حقيقة الكيمياء انما هي إزالة ما أصابها من المرض وانه كما لا يمكن معالجة جذام الإنسان كذلك لا يمكن معالجة جذام المعدنيات بالإكسير ،
__________________
(١) رواه في الوسائل في الباب ٨٦ من أبواب النجاسات.
(٢) رواه في الوسائل في الباب ٣٠ من لباس المصلى.