والشرائع والحشر والنشر والجنة والنار والملائكة ، بل هم منكرون للربوبية ، وهم المسمون بالباطنية.
وربما تمسكوا بالحروف والأعداد بأن الثقب في رأس الآدمي سبع ، والكواكب السيارة سبع ، وأيام الأسبوع سبع ، فهذا يدل على أن دور الأئمة سبعة ، وبه يتم ، وأن الطبائع أربع ، وفصول السنة أربع ، فدلّ على أن أصول الأربعة هي السابق والتالي الإلهان ، عندهم ، والناطق والأساس ـ وهما الإمامان ـ والبروج اثنا عشر يدل على أن الحجج اثنا عشر ، وهم الدعاة ، إلى أنواع من هذا القبيل ، وجميعها ليس فيه ما يقابل بالرد ، لأن كل طائفة من المبتدعة سوى هؤلاء ربما يتمسكون بشبهة تحتاج إلى النظر فيها معهم ، أما هؤلاء فقد خلعوا في الهذيان (الربقة) ، وصاروا عرضة للّمز ، وضحكة للعالمين ، وإنما ينسبون هذه الأباطيل إلى الإمام المعصوم الذي زعموه ، وإبطال الأئمة معلوم في كتب المتكلّمين ، ولكن لا بدّ من نكتة مختصرة في الرد عليهم.
فلا يخلو أن يكون ذلك عندهم إما من جهة دعوى الضرورة وهو محال ، لأن الضروري هو ما يشترك فيه العقلاء علما وإدراكا ، وهذا ليس كذلك.
وإما من جهة الإمام المعصوم بسماعهم منه لتلك التأويلات. فنقول لمن زعم ذلك :
ما الذي دعاك إلى تصديق محمد صلىاللهعليهوسلم سوى المعجزة؟ وليس لإمامك معجزة ، فالقرآن يدل على أن المراد ظاهره ، لا ما زعمت. فإن قال : ظاهر القرآن رموز إلى بواطن فهمها الإمام المعصوم ولم يفهمها الناس فتعلمناها منه. قيل لهم : من أي جهة تعلمتموها منه؟ أبمشاهد قلبه بالعين؟ أو بسماع منه؟ ولا بدّ من الاستناد إلى السماع بالأذن. فيقال : فلعل لفظه ظاهر له باطن لم تفهمه ، ولم يطلعك عليه ، فلا يوثق بما فهمت من ظاهر لفظه ، فإن قال : صرح بالمعنى. وقال : ما ذكرته ظاهر لا رمز فيه ، أو والمراد ظاهره. قيل له : وبما ذا عرفت قوله أنه ظاهر لا رمز فيه ، بل أنه كما قال؟ إذ يمكن أن يكون له باطن لم تفهمه أيضا ، حتى لو حلف بالطلاق الظاهر أنه لم يقصد إلا الظاهر ، لاحتمل أن يكون في طلاقه رمز هو باطنه وليس مقتضى الظاهر. فإن قال : ذلك يؤدي إلى حسم باب التفهيم. قيل له : فأنتم حسمتموه بالنسبة إلى النبي صلىاللهعليهوسلم ، فإن القرآن دائر على تقرير الوحدانية ، والجنة ، والنار ، والحشر ،