وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم ، ويظهر الجهل ، ويفشو الزنا ، ويشرب الخمر ، وتكثر النساء ، ويقل الرجال ، حتى يكون للخمسين امرأة قيّم واحد» (١).
ومن غريب حديث عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إذا فعلت أمتي خمس عشرة خصلة حلّ بها البلاء. قيل : وما هي يا رسول الله؟ قال : إذا صار المغنم دولا ، والأمانة مغنما ، والزكاة مغرما ، وأطاع الرجل زوجته وعقّ أمه ، وبرّ صديقه ، وجفا أباه ، وارتفعت الأصوات في المساجد ، وكان زعيم القوم أرذلهم ، وأكرم الرجل مخافة شره ، وشربت الخمور ، ولبس الحرير ، واتخذت القيان والمعازف ، ولعن آخر هذه الأمة أولها ، فليرتقبوا عند ذلك ريحا حمراء ، وزلزلة وخسفا ، أو مسخا وقذفا» (٢).
وفي الباب عن أبي هريرة رضي الله عنه قريب من هذا.
وفيه : «ساد القبيلة فاسقهم ، وكان زعيم القوم أرذلهم» وفيه : «ظهرت القيان والمعازف» ، وفي آخره : «فليرتقبوا عند ذلك ريحا حمراء ، وزلزلة ، وخسفا ، ومسخا ، وقذفا ، وآيات تتابع ، كنظام بال قطع سلكه فتتابع».
فهذه الأحاديث وأمثالها مما أخبر به النبي صلىاللهعليهوسلم أنه يكون في هذه الأمة بعده إنما هو ـ في الحقيقة ـ تبديل الأعمال التي كانوا أحق بالعمل بها ، فلما عوضوا منها غيرها ، وفشا فيها كأنه من المعمول به تشريعا ، كان من جملة الحوادث الطارئة على نحو ما بيّن في العبادات.
والذين ذهبوا إلى أنه مختص بالعبادات لا يسلمون جميع ما قاله الأولون.
__________________
(١) أخرجه البخاري في كتاب : العلم ، باب : رفع العلم وظهور الجهل ، وأخرجه في كتاب : النكاح ، باب : يقل الرجال ويكثر النساء ، وأخرجه في كتاب : الأشربة في فاتحته ، وأخرجه في كتاب : المحاربين ، باب : إثم الزناة (الأحاديث : ١ / ١٦٢ ، ١٦٣). وأخرجه مسلم في كتاب : العلم ، باب : رفع العلم وقبضه (الحديث : ٢٦٧١). وأخرجه الترمذي في كتاب : الفتن ، باب : ما جاء في أشراط الساعة (الحديث : ٢٢٠٦).
(٢) أخرجه الترمذي في كتاب : الفتن ، باب : ما جاء في علامة حلول المسخ (الحديث : ٢٢١١).