(وَمِنْ قَوْمِ مُوسى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ) (١) ، وقال تعالى : (مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ) (٢) وهذا كالنص.
وفي الحديث الصحيح عن أبي موسى أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «أيما رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه وآمن بي فله أجران» (٣) فهذا يدل بإشارته على العمل بما جاء به نبيه. وخرّج عبد الله بن عمر ، عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «يا عبد الله بن مسعود» ، قلت : لبيك رسول الله ، قال : «أتدري أي عرى الإيمان أوثق؟» ـ قال ـ : قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : «الولاية في الله والحي في الله ، والبغض فيه» ـ ثم قال : «يا عبد الله بن مسعود!» ـ قلت : لبيك رسول الله! ثلاث مرات ، قال : «أتدري أي الناس أفضل؟» قلت : الله ورسوله أعلم ، قال ـ : «فإن أفضل الناس أفضلهم عملا إذا فقهوا في دينهم» ـ ثم قال ـ : «يا عبد الله بن مسعود!» ـ قلت : لبيك يا رسول الله! ثلاث مرات ، قال ـ : «هل تدري أي الناس أعلم؟» ـ قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : «أعلم الناس أبصرهم للحق إذا اختلف الناس ، وإن كان مقصرا في العمل ، وإن كان يزحف على استه ، واختلف من قبلنا على ثنتين وسبعين فرقة نجا منهم ثلاث وهلك سائرها ، فرقة آذت الملوك وقاتلتهم على دين عيسى ابن مريم حتى قتلوا ، وفرقة لم يكن لهم طاقة بمؤاذاة الملوك ، فأقاموا بين ظهراني قومهم فدعوهم إلى دين الله ودين عيسى ابن مريم ، فأخذتهم الملوك وقطعتهم بالمناشير ، وفرقة لم يكن لهم طاقة بمؤاذاة الملوك ولا بأن يقيموا بين ظهراني قومهم فيدعوهم إلى دين الله ودين عيسى ابن مريم ، فساحوا في الجبال وهربوا فيها ، فهم الذين قال الله عزوجل فيهم : (وَرَهْبانِيَّةً ابْتَدَعُوها ما كَتَبْناها عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغاءَ رِضْوانِ اللهِ فَما رَعَوْها حَقَّ رِعايَتِها فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ) (٤) ، فالمؤمنون الذين آمنوا بي وصدقوا بي ، والفاسقون الذين كذبوا بي وجحدوا بي» (٥) فأخبر
__________________
(١) سورة : الأعراف ، الآية : ١٥٩.
(٢) سورة : المائدة ، الآية : ٦٦.
(٣) أخرج نحوه في الجامع الصغير ، باب : حرف الثاء (الحديث : ٣٥٤٨). وأخرج نحوه في شرح رياض الصالحين لابن علان في الباب : ٢٣٨ ، فصل : المملوك الذي يؤدي حق الله تعالى وحق مواليه (الحديث : ١٣٦٢).
(٤) سورة : الحديد ، الآية : ٢٧.
(٥) أخرجه البخاري في كتاب : التوحيد ، باب : ما جاء في دعاء النبي صلىاللهعليهوسلم أمته إلى توحيد الله تبارك ـ