وفي الصحيح من حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من دعا إلى الهدى كان له من الأجر مثل أجور من يتبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من يتبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا» (١).
وفي الصحيح أيضا عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : «من سنّ سنة خير فاتبع عليها فله أجره ومثل أجور من اتبعه غير منقوص من أجورهم شيء ومن سنّ سنة شر فاتبع عليها كان عليه وزره ومثل أوزار من اتبعه غير منقوص من أوزارهم شيء» (٢) خرّجه الترمذي.
وروى الترمذي أيضا وصححه ، وأبو داود وغيرهما عن العرباض بن سارية قال : صلى بنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم ذات يوم ثم أقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب. فقال قائل : يا رسول الله! كأن هذا موعظة مودع ، فما ذا تعهد إلينا؟ فقال : «أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة لولاة الأمر وإن كان عبدا حبشيّا ، فإنه من يعيش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة» (٣) وروي على وجوه من طرق.
وفي الصحيح عن حذيفة أنه قال : يا رسول الله! هل بعد هذا الخير شر؟ قال : «نعم قوم يستنون بغير سنتي ، ويهتدون بغير هديي» قال : فقلت : هل بعد ذلك الشر من شر؟ قال : «نعم دعاة على نار جهنم من أجابهم قذفوه فيها» قلت : يا رسول الله! صفهم لنا. قال : «نعم ،
__________________
(١) أخرجه مسلم في كتاب : العلم ، باب : من سن سنة حسنة أو سيئة ومن دعا إلى هدى أو ضلالة (الحديث : ٢٦٧٤). وأخرجه الترمذي في كتاب : العلم ، باب : ما جاء فيمن دعا إلى هدى فأتبع أو إلى ضلالة (الحديث : ٢٦٧٤). وأخرجه أبو داود في كتاب : السنة ، باب : لزوم السنة (الحديث : ٤٦٠٩). وأخرجه مالك في الموطأ في كتاب : القرآن ، باب : العمل في الدعاء (الحديث : ١ / ٢١٨).
(٢) أخرجه الترمذي في كتاب : العلم ، باب : ما جاء فيمن دعا إلى هدى أو إلى ضلالة (الحديث : ٢٦٧٥). وأخرجه مسلم مطولا (الحديث : ١٠١٧).
(٣) تقدم تخريجه ص : ٣٣ ، الحاشية : ٣.