فتأملوا كيف جعل ترك السنة ضلالة! وفي رواية : «لو تركتم سنة نبيكم صلىاللهعليهوسلم لكفرتم» وهو أشد في التحذير.
وفيه أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «إني تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور ـ وفي رواية فيه الهدى ـ من استمسك به وأخذ به كان على الهدى ، ومن أخطأه ضلّ ، وفي رواية : من اتبعه كان على الهدى ومن تركه كان على ضلالة» (١).
ومما جاء في هذا الباب أيضا ما خرّج ابن وضاح ونحوه لابن وهب عن أبي هريرة أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «سيكون في أمتي دجالون كذّابون يأتونكم ببدع من الحديث لم تسمعوه أنتم ولا آباؤهم ، فإياكم إياهم لا يفتنونكم» (٢).
وفي الترمذي أنه عليه الصلاة والسلام قال : «من أحيا سنّة من سنتي قد أميتت بعدي فإن له من الأجر مثل أجر من عمل بها من غير أن ينقص ذلك من أجورهم شيئا ، ومن ابتدع بدعة ضلالة لا ترضي الله ورسوله كان عليه مثل وزر من عمل بها لا ينقص ذلك من أوزار الناس شيئا» (٣) حديث حسن.
ولابن وضاح وغيره من حديث عائشة رضي الله عنها : «من أتى صاحب بدعة ليوقره فقد أعان على هدم الإسلام» (٤).
وعن الحسن أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «إن أحببت أن لا توقف على الصراط طرفة عين حتى تدخل الجنة فلا تحدث في دين الله حدثا برأيك».
وعنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : «من اقتدى بي فهو مني ومن رغب عن سنتي فليس مني» (٥).
__________________
(١) أخرجه الترمذي في كتاب : المناقب ، باب : ٧٧ (الحديث : ٣٧٩٠).
(٢) أخرجه مسلم في المقدمة ، باب : النهي عن الرواية عن الضعفاء والاحتياط في تحملها (الحديث : ٦).
(٣) تقدم تخريجه ص : ١٩ ، الحاشية : ١.
(٤) أورده الذهبي في ميزان الاعتدال مرفوعا عن ابن عباس (١ / ٣٥٥).
(٥) تقدم تخريجه ص : ٢٩ ، الحاشية : ٢.