وخرّج عنه ابن وهب أيضا أنه قال : عليكم بالعلم قبل أن يقبض ، وقبضه بذهاب أهله. عليكم بالعلم فإن أحدكم لا يدري متى يفتقر إلى ما عنده ، وستجدون أقواما يزعمون أنهم يدعون إلى كتاب الله وقد نبذوه وراء ظهورهم ، فعليكم بالعلم وإياكم والتبدع والتنطع والتعمق وعليكم بالعتيق.
وعنه أيضا : ليس عام إلا والذي بعده شر منه ، لا أقول : عام أمطر عن عام ، ولا عام أخصب من عام ، ولا أمير خير من أمير ، ولكن ذهاب علمائكم وخياركم ثم يحدث قوم يقيسون الأمور بآرائهم فيهدم الإسلام ويثلم.
وقال أيضا : كيف أنتم إذا ألبستم فتنة يهرم فيها الكبير وينشأ فيها الصغير تجري الناس يحدثونها سنّة ، إذا غيرت ، قيل : هذا منكر.
وقال أيضا : أيها الناس! لا تبتدعوا ولا تنطعوا ولا تعمقوا ، وعليكم بالعتيق خذوا ما تعرفون ودعوا ما تنكرون.
وعنه أيضا : القصد في السنة خير من الاجتهاد في البدعة.
وقد روي معناه مرفوعا إلى النبي صلىاللهعليهوسلم : «عمل قليل في سنة ، خير من عمل كثير في بدعة» (١).
وعنه أيضا خرّجه قاسم بن إصبع أنه قال : «أشد الناس عذابا يوم القيامة إمام ضال يضل الناس بغير ما أنزل الله ، ومصور ، ورجل قتل نبيا أو قتله نبي» (٢).
وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال : لست تاركا شيئا كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يعمل به إلا عملت به ، إني أخشى إن تركت شيئا من أمره أن أزيغ.
خرّج ابن المبارك عن عمر بن الخطاب : أن يزيد بن أبي سفيان يأكل ألوان الطعام ،
__________________
(١) أخرج نحوه الدارمي في المقدمة (الحديث : ٢٣).
(٢) تقدم تخريجه ص : ٥٨ ، الحاشية : ٤.