وعن الحسن : لا تجالس صاحب هوى فيقذف في قلبك ما تتبعه عليه فتهلك ، أو تخالفه فيمرض قلبك.
وعنه أيضا في قول الله تعالى : (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ) (١). قال : كتب الله صيام رمضان على أهل الإسلام كما كتبه على من كان قبلهم ؛ فأما اليهود فرفضوه ، وأما النصارى فشق عليهم الصوم فزادوا فيه عشرا وأخروه إلى أخف ما يكون عليهم فيه الصوم من الأزمنة ، فكان الحسن إذا حدث بهذا الحديث قال : عمل قليل في سنّة خير من عمل كثير في بدعة.
وعن أبي قلابة : لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم فإني لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم ويلبسوا عليكم ما كنتم تعرفون ، قال أيوب : وكان ـ والله ـ من الفقهاء ذوي الألباب.
وعنه أيضا : أنه كان يقول : إن أهل الأهواء أهل ضلالة ، ولا أرى مصيرهم إلا إلى النار.
وعن الحسن : لا تجالس صاحب بدعة فإنه يمرض قلبك.
وعن أيوب السختياني أنه كان يقول : ما ازداد صاحب بدعة اجتهادا إلا ازداد من الله بعدا.
وعن أبي قلابة : ما ابتدع رجل بدعة إلا استحل السيف.
وكان أيوب يسمي أصحاب البدع خوارج ويقول : إن الخوارج اختلفوا في الاسم واجتمعوا على السيف.
وخرّج ابن وهب عن سفيان قال : كان رجل فقيه يقول : ما أحب أني هديت الناس كلهم وأضللت رجلا واحدا.
وخرّج عنه أنه كان يقول : لا يستقيم قول إلا بعمل ، ولا قول وعمل إلا بنيّة ، ولا قول ولا عمل ولا نيّة إلا موافقا للسنّة.
__________________
(١) سورة : البقرة ، الآية : ١٨٣.