وذكر الآجري أن ابن سيرين كان يرى أسرع الناس ردة أهل الأهواء.
وعن إبراهيم : ولا تكلموهم إني أخاف أن ترتد قلوبكم.
وعن هشام بن حسان قال : لا يقبل الله من صاحب بدعة صياما ولا صلاة ولا حجّا ولا جهادا ولا عمرة ولا صدقة ولا عتقا ولا صرفا ولا عدلا ـ زاد ابن وهب عنه ـ وليأتين على الناس زمان يشتبه فيه الحق والباطل ، فإذا كان ذلك لم ينفع فيه دعاء إلا كدعاء الغرق.
وعن يحيى بن أبي كثير قال : إذا لقيت صاحب بدعة في طريق ، فخذ في طريق آخر.
وعن بعض السلف : من جالس صاحب بدعة فزعت منه العصمة ، ووكل إلى نفسه.
وعن العوّام بن حوشب أنه كان يقول لابنه : يا عيسى ، أصلح قلبك واقلل مالك ، وكان يقول : والله لأن أرى عيسى في مجالس أصحاب البرابط (١) والأشربة والباطل أحب إليّ من أن أراه يجالس أصحاب الخصومات. قال ابن وضاح : يعني أهل البدع.
وقال رجال لأبي بكر بن عياش : يا أبا بكر ، من السّنيّ؟ قال : الذي إذا ذكرت الأهواء لم يغضب لشيء منها.
وقال يونس بن عبيد : إن الذي تعرض عليه السنّة فيقبلها الغريب ، وأغرب منه صاحبها.
وعن يحيى بن أبي عمر الشيباني قال : كان يقال يأبى الله لصاحب بدعة بتوبة وما انتقل صاحب بدعة إلا إلى شر منها.
وعن أبي العالية : تعلموا الإسلام فإذا تعلمتموه فلا ترغبوا عنه ، وعليكم بالصراط المستقيم فإنه الإسلام ، ولا تحرّفوا يمينا ولا شمالا وعليكم بسنّة نبيكم ، وما كان عليه أصحابه من قبل أن يقتلوا صاحبهم ، ومن قبل أن يفعلوا الذي فعلوا ، قد قرأنا القرآن من قبل أن يقتلوا صاحبهم ومن قبل أن يفعلوا الذي فعلوا ، وإياكم وهذه الأهواء ، التي تلقي بين الناس العداوة والبغضاء ، فحدّث الحسن بذلك فقال : رحمهالله ، صدق ونصح. خرّجه ابن وضاح وغيره.
__________________
(١) البرابط : جمع بربط : العود وهو من الآلات الموسيقية.