وكان مالك كثيرا ما ينشد :
وخير أمور الدين ما كان سنّة |
|
وشرّ الأمور المحدثات البدائع |
وعن مقاتل بن حيان قال : أهل هذه الأهواء آفة أمة محمد صلىاللهعليهوسلم ، إنهم يذكرون النبي صلىاللهعليهوسلم وأهل بيته فيتصيدون بهذا الذكر الحسن عند الجهال من الناس فيقذفون بهم في المهالك ، فما أشبههم بمن يسقي الصبر باسم العسل ، ومن يسقي السم القاتل باسم الترياق! فأبصرهم فإنك إن لا تكن أصبحت في بحر الماء ، فقد أصبحت في بحر الأهواء الذي هو أعمق غورا وأشد اضطرابا ، وأكثر صواعق وأبعد مذهبا من البحر وما فيه ، ففلك مطيتك التي تقطع بها سفر الضلال اتباع السنة.
وعن ابن المبارك قال : اعلم يا أخي! أن الموت كرامة لكل مسلم لقي الله على السنّة ، فإن لله وإنّا إليه راجعون ، فإلى الله نشكو وحشتنا وذهاب الإخوان ، وقلة الأعوان ، وظهور البدع ، وإلى الله نشكو عظيم ما حل بهذه الأمة من ذهاب العلماء وأهل السنة ، وظهور البدع.
وكان إبراهيم التيمي يقول : اللهمّ اعصمني بدينك وبسنّة نبيك من الاختلاف في الحق ، ومن اتباع الهوى ، ومن سبل الضلالة ، ومن شبهات الأمور ، ومن الزيغ والخصومات.
وعن عمر بن عبد العزيز رحمهالله كان يكتب في كتبه : إني أحذركم ما مالت إليه الأهواء والزيغ البعيدة.
ولما بايعه الناس صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس! إنه ليس بعد نبيكم نبي ، ولا بعد كتابكم كتاب ، ولا بعد سنتكم سنّة ، ولا بعد أمتكم أمة ، ألا وإن الحلال ما أحل الله في كتابه على لسان نبيه حلال إلى يوم القيامة ، ألا وإن الحرام ما حرم الله في كتابه على لسان نبيه حرام إلى يوم القيامة ، ألا وإني لست بمبتدع ولكني متبع ، ألا وإني لست بقاض ولكني منفذ ، ألا وإني لست بخازن ولكني أضع حيث أمرت ، ألا وإني لست بخيركم ولكني أثقلكم حملا ، ألا ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، ثم نزل.
وفيه قال عروة بن أذينة عن أذينة يرثيه بها :
وأحييت في الإسلام علما وسنّة |
|
ولم تبتدع حكما من الحكم أسحما |