وقيل لإسماعيل بن محمد السلمي جد أبي عبد الرحمن السلمي ، ولقي الجنيد وغيره : ما الذي لا بدّ للعبد منه؟ فقال : ملازمة العبودية على السنة ، ودوام المراقبة.
وقال أبو عثمان المغربي التونسي : هي الوقوف مع الحدود لا يقصر فيها ولا يتعداها قال الله تعالى : (وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ) (١).
وقال أبو يزيد البسطامي : عملت في المجاهدة ثلاثين سنة فما وجدت شيئا أشد من العلم ومتابعته ، ولو لا اختلاف العلماء لشقيت ، واختلاف العلماء رحمة إلا في تجريد التوحيد ، ومتابعة العلم هي متابعة السنة لا غيرها.
وروي عنه أنه قال : قم بنا ننظر إلى هذا الرجل الذي قد شهر نفسه بالولاية ـ وكان رجل مقصودا مشهورا بالزهد ـ قال الراوي : فمضينا ، فلما خرج من بيته ودخل المسجد رمى ببصاقة تجاه القبلة ، فانصرف أبو زيد ولم يسلم عليه ، وقال : هذا غير مأمون على أدب من آداب رسول الله صلىاللهعليهوسلم فكيف يكون مأمونا على ما يدعيه؟
وهذا أصل أصله أبو يزيد رحمهالله للقوم : وهو أن الولاية لا تحصل لتارك السنة وإن كان ذلك جهلا منه ، فما ظنك به إذا كان عاملا بالبدعة كفاحا؟
وقال : هممت أن أسأل الله أن يكفيني مئونة الأكل ومئونة النساء ثم قلت : كيف يجوز أن أسأل الله هذا؟ ولم يسأله رسول الله صلىاللهعليهوسلم فلم أسأله؟ ثم إن الله سبحانه كفاني مئونة النساء حتى لا أبالي استقبلتني امرأة أم حائط.
وقال : لو نظرتم إلى رجل أعطي من الكرامات حتى يرتقي في الهواء فلا تغتروا به حتى تنظروا كيف تجدونه عند الأمر والنهي ، وحفظ الحدود وآداب الشريعة.
وقال سهل التستري : كل فعل يفعله العبد بغير اقتداء : طاعة كان أو معصية ، فهو عيش النفس ـ يعني باتباع الهوى ـ وكل فعل يفعله العبد بالاقتداء فهو عتاب على النفس ـ يعني لأنه لا هوى له فيه ـ واتباع الهوى هو المذموم ، ومقصود القوم تركه البتة.
وقال : أصولنا سبعة أشياء ، التمسك بكتاب الله ، والاقتداء بسنة رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وأكل
__________________
(١) سورة : الطلاق ، الآية : ١.