الحلال ، وكف الأذى ، واجتناب الآثام ، والتوبة ، وأداء الحقوق. وقال : قد أيس الخلق من هذه الخصال الثلاث : ملازمة التوبة ، ومتابعة السنة ، وترك أذى الخلق. وسئل عن الفتوة (١) فقال : اتباع السنة.
وقال أبو سليمان الداراني : ربما تقع في قلبي النكتة (٢) من نكتة القوم أياما فلا أقبل منه إلا بشاهدين عدلين : الكتاب والسنة.
وقال أحمد بن أبي الحواري : من عمل عملا بلا اتباع سنة فباطل عمله.
أبو حفص الحداد : من لم يزن أفعاله وأحواله في كل وقت بالكتاب والسنّة ولم يتهم خواطره فلا تعده في ديوان الرجال. وسئل عن البدعة فقال : التعدي في الأحكام ، والتهاون في السنن ، واتباع الآراء والأهواء ، وترك الاتباع والاقتداء قال : وما ظهرت حالة عالية إلا من ملازمة أمر صحيح.
وسئل حمدون القصار : متى يجوز للرجل أن يتكلم (٣) على الناس؟ فقال : إذا تعين عليه أداء فرض من فرائض الله في علمه ، أو خاف هلاك إنسان في بدعة يرجو أن ينجيه الله منها.
وقال : من نظر في سير السلف عرف تقصيره ، وتخلفه عن درجات الرجال.
وهذه ـ والله أعلم ـ إشارة إلى المثابرة على الاقتداء بهم فإنهم أهل السنّة.
وقال أبو القاسم الجنيد لرجل ذكر المعرفة وقال : أهل المعرفة بالله يصلون إلى ترك الحركات من باب البر والتقرب إلى الله فقال الجنيد : إن هذا قول قوم تكلموا بإسقاط الأعمال عن الله تعالى وإليه يرجعون فيها. قال : ولو بقيت ألف عام لم أنقص من أعمال البر ذرة ، إلا إن يحال بي دونها.
وقال : الطرق كلها مسدودة على الخلق إلا على من اقتفى أثر الرسول صلىاللهعليهوسلم.
__________________
(١) الفتوة : مسلك ينمي خلق الشجاعة والنجدة في الفتى.
(٢) النكتة : الفكرة اللطيفة المؤثرة في النفس.
(٣) يعظهم ويعلمهم.