بالنوم العميق المشابه للموت ، كما هوَ الحال في نوم بعض الحيوانات التي تغط في سبات عميق في فصل الشتاء وتخرج من سباتها في فصل الربيع فتبدأ بالحركة.
وفي مثل هذا النوم تكون النشاطات الحيوية بطيئة إلى حَدٍّ ما ويقلّ ماتحتاجه من طاقة بكثير عمّا كان عليه في حالاتها العادية ، لكنّه لايُطْفِيءُ البصيصَ من الحياة على أيّة حال.
وقد رجّح هذا الاحتمال (اي احتمال السبات) صاحب «المنار» و «المراغي» وصاحب «أعلام القرآن» حتى أنّه ذكر في أعلام القرآن أنَّ المراد من «مائة عام» ليس من الضروري أن يكون مائة سنة! بل من المحتمل أن يراد منها مائة يوم أو مائة ساعة!!
إنّ بعض المثقفين الذين يصعب عليهم تصديق هذه الامور الخارقة للعادة ، فإنّهم كلّما شاهدوا شيئاً من هذا القبيل سعوا للإتيان بالتبريرات والمغالطات بينما لا توجد أي ضرورة لهذا التكلّف أبداً.
إنّ القرآن المجيد والروايات الصحيحة وباختصار كل محتويات المذاهب السماوية مليئة بهذه الامور الخارقة للنواميس الطبيعية التي لايمكن إنكارها ولا السعي في تبريرها ، فإننا لو آمنّا بقدرة الله تعالى على الإتيان بمثل هذه الخوارق لكان التصديق بمثل هذه الأمور أمراً يسيراً ، وكل ما في الأمر أنْ نبتعد عن المبالغة ، وعن تجاوز الحدود ، وأَلّا ننسب كل امر إلى الاعجاز أو خرق النواميس الطبيعية.
وحتّى بالنسبة للعلماء الماديين ، هُناك امور خارقة لا يمكن تفسيرها بالأساليب العلمية المعروفة فما هو الداعي لتحريف أيّة ظاهرة خارقة للعادة بمجرّد العجز عن كشف سرّها.
والقضية المذكورة ، وبغض النظر عن الرجل المؤمن المذكور فيها والذي مات وبُعث من جديد وبغض النظر عن الهدف منها وهو الرغبة في تقديم مثال لاحياء الموتى يوم القيامة ، تشير إلى حماره أيضاً ، وقد أخبر القرآن بأنّه قد مات وتلاشت عظامه ، لأنّ الآية صريحة في جمع العظام بإذن الله وتغطيتها باللحم ثم نفخ الحياة فيها ، فهل يجب تعليل كلّ ذلك؟
٣ ـ وأمّا ما يتعلق بالمدينة التي وقعت فيها تلك القصة فإنّ أغلب المفسرين يعتقدون بأنّها وقعت في بيت المقدس بعد أن هُدمت على يد «نبو خذنصّر» وخُربت عن آخرها وقد عبّر عنها القرآن بـ (خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا) أي بعد تهديم سقوفها وتخريب جدرانها