البرزخ أيضاً ، أي المدّة الفاصلة بين انتهاء الدنيا وقيام يوم القيامة (١)!.
٤ ـ كيف يتوقع إبليس أن تستجاب دعوته مع أنّه يعلم بأنّه طرد من ساحة الرحمة الإلهيّة؟
الجواب : قال المرحوم الطبرسي في مجمع البيان : «إنّ ابليس كان متيقناً بأنّ فضل الله وكرمه يتسع لشمول المذنبين والمطرودين أيضاً» (٢).
وجاء في احدى الروايات أيضاً إنّ استجابة دعاء إبليس كانت بإزاء العبادات التي أدّاها قبل ذلك.
* * *
وفي الآية الثانية التي تتعلق بقصة هبوط آدم عليهالسلام وزوجه حواء من الجنّة إلى الأرض وطرد إبليس من مقام القرب الإلهي ، قال تعالى : (قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ).
وهذه التعبيرات تشير إلى أنّ المقصود من الاخراج لا يختص بحشر البشر فحسب ، بل يشمل حشر الجن أيضاً والذين كان الشيطان من زمرتهم ، وتدلّ على أنّ هذا الأمر كان يعتبر من الامور البديهية منذ اليوم الأول ، أمّا ما احتمله البعض في تفاسيرهم أنّ المخاطب في هذه الآية هم آدم وحواء عليهماالسلام وذرّيتهما فحسب فلا يؤيده دليل واضح.
ويدل هذا التعبير بوضوح على أنّ الأرض هي مبدأ حياة الإنسان ومحل موته ومحل بعثه معاً (٣).
* * *
__________________
(١) تفسير الميزان ، ج ٨ ، ص ٢٨.
(٢) تفسير مجمع البيان ، ج ٤ ، ص ٤٠٣.
(٣) جاء شبيه هذا المعنى في مسألة هبوط آدم والإشارة إلى مسألة الحشر في سورة طه ، الآية ١٢٣ و ١٢٤.