الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ). ومن تاب ، وقصد الباب ، حصل له الفرج بأفضل الأسباب : (فَإِنْ (١) تابُوا وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ) ومن أثار غبار المعاصى ، وأتبعه برشاش النّدم ، غلّبت حكمتنا الطّاعة على المعصية ، وسترت الزلّة بالرّحمة : (خَلَطُوا (٢) عَمَلاً صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ).
السّارق المارق إذا لاذ وتحرّم بالتّوبة قبل القدرة عليه ، فلا سبيل للإيذاء إليه : (إِلَّا الَّذِينَ (٣) تابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ). وإذا أردت التّوبة فأنا المريد لتوبتك قبل : (وَاللهُ (٤) يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ) وإذا تبت بتوبتى عليك ، وتوفيقى لك ، جازيتك بالمحبّة : (إِنَّ اللهَ (٥) يُحِبُّ التَّوَّابِينَ). وإنا لا نقبل توبة من يؤخّر توبته إلى آخر الوقت : (وَلَيْسَتِ (٦) التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ حَتَّى إِذا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ). وإنّما يتقبّل توبة من تتّصل توبته بزلّته ، وتقترن بمعصيته : (إِنَّمَا (٧) التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ). أعظم الذنوب قتل النفس وإذا حصل خطأ من غير عمد فبالتوبة والصّيام كفّر : (فَصِيامُ شَهْرَيْنِ (٨) مُتَتابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللهِ). نهينا سيّد المرسلين عن التحكّم على عبادنا ؛ فإنّ ذلك إلينا. ونحن نتوب عليهم لو نشاء : (لَيْسَ (٩) لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ
__________________
(١) الآية ٥ سورة التوبة
(٢) الآية ١٠٢ سورة التوبة
(٣) الآية ٣٤ سورة المائدة
(٤) الآية ٢٧ سورة النساء
(٥) الآية ٢٢٢ سورة البقرة
(٦) الآية ١٨ سورة النساء
(٧) الآية ١٧ سورة النساء
(٨) الآية ٩٢ سورة النساء
(٩) الآية ١٢٨ سورة آل عمران