أبى الدّرداء يرفعه : «كان من دعاء داود عليهالسلام : اللهمّ إنّى أسألك حبّك وحبّ من يحبّك ، والعمل الّذى يبلّغنى حبّك. اللهمّ اجعل حبّك أحبّ إلىّ من نفسى وأهلى ، ومن الماء البارد». وفيه أيضا من حديث عبد الله بن يزيد الخطمىّ (١) أنّ النبىّ صلىاللهعليهوسلم كان يقول فى دعائه : «اللهمّ ارزقنى حبّك وحبّ من يحبّك وحبّ من ينفعنى حبّه عندك. اللهمّ ما رزقتنى ممّا أحبّ فاجعله قوّة لى فيما تحبّ ، وما زويت عنّى ممّا أحبّ فاجعله فراغا لى فيما يحبّ».
والقرآن والسنّة مملوءان بذكر من يحبّ الله سبحانه من عباده ، وذكر ما يحبّه من أعمالهم وأقوالهم وأخلاقهم. فلا يلتفت إلى من أوّل محبّته تعالى لعباده بإحسانه إليهم وإعطائهم الثواب ، ومحبّة العباد له تعالى بمحبّته طاعته والازدياد من الأعمال لينالوا به الثواب ، فإن هذا التأويل يؤدّى إلى إنكار المحبّة ، ومتى بطلت مسألة المحبّة بطلت جميع مقامات الإيمان والإحسان ، وتعطّلت منازل السّير ، فإنّها روح كلّ مقام ومنزلة وعمل ، فإذا خلا منها فهو ميّت ، ونسبتها إلى الأعمال كنسبة الإخلاص إليها ، بل هى حقيقة الإخلاص ، بل هى نفس الإسلام ؛ فإنّه الاستسلام بالذّل والحبّ والطّاعة لله. فمن لا محبّة له لا إسلام له البتّة.
ومراتب المحبّة عشرة : الأوّل (٢) العلاقة والإرادة والصبابة (٣) ، والغرام
__________________
(١) فى الأصلين : «رديت» والتصويب من النهاية الا فى العاشر. ويلاحظ أنه عد العلاقة والارادة والصبابة والغرام أربعة وظاهر الكلام أنها واحد. فى غريب الحديث ومن الجامع الصغير.
(٢) الأولى حذفه ، فانه لم يذكر «الثانى» وما بعده ، بل جرى على طريقة السرد.
(٣) فى الأصلين : «الصيانة» والوجه ما أثبت.