بلغ علمه أقصى الشىء. ومنه المدركات الخمس والمدارك الخمس يعنى الحواسّ كالسّمع والبصر والشمّ والذّوق واللّمس. وأدرك الصّبىّ : بلغ أقصى غاية الصبا وذلك حين البلوغ. والتدارك : إدراك الغائب ، والاستدراك : إصلاح الخطأ ، قال :
تداركنى من عثرة الدّهر قاسم |
|
بما شاء من معروفه المتدارك |
وقال تعالى : (لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ)(١) منهم من حمل ذلك على البصر الّذى هو الجارحة ، ومنهم من حمله على البصيرة منبّها على قول الصّديق : يا من غاية معرفته القصور عن معرفته ، إذ كان غاية معرفته تعالى أن تعرف الأشياء فتعلم أنّه ليس بشيء منه ولا بمثله بل هو موجد كلّ ما أدركته. والتدارك فى الإغاثة والنّعمة أكثر.
وقوله تعالى : (حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيها جَمِيعاً)(٢) أى لحق كلّ بالآخر. وقال : (بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ)(٣) أى تدارك ، فأدغمت الدّال فى التّاء وتوصّل إلى السّكون بألف الوصل. وقرئ (بل أدرك علمهم) (٤) قال الحسن : معناه جهلوا أمر الآخرة ، وحقيقته : انتهى علمهم فى لحوق الآخرة فجهلوها وقيل : معناه : بل يدرك علمهم ذلك فى الآخرة ، أى إذا حصلوا فى الآخرة ؛ لأنّ ما يكون ظنونا فى الدّنيا فهو فى الآخرة يقين.
وقد ورد الإدراك فى القرآن على وجوه. كقوله تعالى لموسى عليهالسلام
__________________
(١) الآية ١٠٣ سورة الانعام.
(٢) الآية ٣٨ سورة الاعراف.
(٣) الآية ٦٦ سورة النمل.
(٤) هى قراءة غير نافع وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائى وخلف ، كما فى الاتحاف