قال أنس : «لما كان يوم حنين ، أقبلت هوازن وغطفان وغيرهم ، بنعمهم وذراريهم ، ومع النبي عشرة آلاف ومن الطلقاء ، فأدبروا حتى بقي وحده» ... إلى أن قال : « فانهزم المشركون ، فأصاب يومئذ غنائم كثيرة ، فقسم في المهاجرين والطلقاء ، ولم يعط الأنصار شيئاً ، فقالت الأنصار : إذا كانت شديدة فنحن ندعى ، ويعطى الغنيمة غيرنا .
فبلغه ذلك ، فجمعهم في قبة فقال : يا معشر الأنصار ! ما حديث بلغني عنكم ؟! فسكتوا .
فقال : يا معشر الأنصار ألا ترضون أن يذهب الناس بالدنيا وتذهبون برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم تحوزونه إلى بيوتكم ؟ قالوا : بلى ... » (١) الحديث.
بل جاء عندهم حديث آخر يصرح باعترافهم بقولهم ، ولزومهم جانب الشدّة في إنكار القسمة على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم من دون حياء وتوبة ، وهو متعلق ظاهراً بقسمة حنين أيضاً.
رواه مسلم في المحل المذكور ، والبخاري في باب مناقب الأنصار كلاهما عن أنس ، قال :
« لما فتحت مكة قسم الغنائم في قريش ، فقالت الأنصار : إن هذا لهو العجب !!! إن سيوفنا تقطر من دمائهم ، وإن غنائمنا تردّ عليهم ، فبلغ ذلك رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فجمعهم فقال : ما الذي بلغني عنكم ...؟ قالوا : هو الذي بلغك ، قال : أما ترضون أن يرجع الناس بالدنيا إلى بيوتهم
__________________
(١) صحيح البخاري ٥ / ٣٢٠ ح ٣٣٦ ، صحيح مسلم ٣ / ١٠٦ ــ ١٠٧ وفيه اختلاف في بعض الفاظه.