وترجعون برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ...» (١) ؟ ! الحديث.
وهو كالذي قبله شامل لمطلق الأنصار ، بل هما ظاهران جداً في إرادة الكبار ، لأنّهم هم الذين يجمعهم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ويخاطبهم .
فقد ظهر أن الأنصار مطلقاً طعنوا برسول الله في قسمته ، وهو أكبر طعن بهم .
كما يستفاد من هذه الأخبار أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم الأعلى قريشاً ، مهاجرهم وطليقهم من غنائم حنين ، فيكون المهاجرون منهم كالطلقاء في التأليف ، وهو من أدلّ الأمور على سوء حالهم .
كما دلّت هذه الأخبار على استثثارهم على الأنصار ظلماً ، وهو طعن بهم ــ أيضاً ــ من وجه آخر ، وهو أكبر من الطعن بالأنصار بعدم الصبر وعدم امتثال أمر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لهم بالصبر ، وتخصيص الفضل لقول أنس لم نصبر ببعض الأنصار ، تحكّم بحت ، كما أن قوله : «لأنهم صبروا على الإثرة» ، تخرص على الغيب في قبال إقرار أنس .
هذا ، وقد غضبت الأنصار مع قريش على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في قسمة أخرى تتعلق بما بعثه إليه علي عليهالسلام من اليمن ، فإنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قسمة بین أربعة : الأقرع بن حابس (٢) .
__________________
(١) صحيح البخاري ٥ / ١٠٨مقطع من ح ٢٦٦ و ٣١٨ ح٣٣٢ ، صحیح مسلم ٣ / ١٠٦ باب اعطاء المؤلفة قولبهم على الإسلام.
(٢) الأقرع بن حابس بن عقال بن محمد التميمي المجاشعى الدارمي : وقيل : اسم الأقرع بن حابس فراس ، قيل له : الأقرع ؛ لقرع كان برأسه ، وفد على النبي ، وشهد فتح مكة وحنيناً والطائف ، وهو من المؤلفة قلوبهم ، وقيل : قتل في معركة اليرموك في عشرة من بنيه .