مياه بني جذيمة ــ وكان بنو جذيمة قد أصابوا في الجاهلية عوف بن عبد عوف أبا عبد الرحمن بن عوف ، والفاكه بن المغيرة .... إلى أن قال : «فلما رأه القوم أخذوا السلاح ، فقال لهم خالد : ضعوا السلاح ، فإنّ الناس قد أسلموا .
ثمّ روي أنّهم لما وضعوه أمر بهم خالد فكتفوا ، ثمّ عرضهم على السيف ، فقتل من قتل منهم ، فلما انتهى الخبر إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم رفع يديه إلى السماء ثم قال : « اللهم ! إنّي أبرأ إليك مما صنع خالد ».
ثم دعا عليّ بن أبي طالب ، فقال : يا عليّ ! اخرج إلى هؤلاء القوم فانظر في أمرهم ... فخرج حتى جاءهم ومعه مال قد بعثه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم به ، فودى لهم الدماء وما أصيب من الأموال ، حتى أنّه لَيَدِي مِبْلَغَةَ (١) الكلب ، ثم ذكر أنّه أعطاهم احتياطاً بقية ما معه من المال».
وقال : ثم رجع إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فأخبره فقال : أصبت وأحسنت ، ثمّ قام رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فاستقبل القبلة قائماً ، شاهراً يديه حتى إنه ليرى بياض ماتحت منكبيه ، وهو يقول « اللهم إنّي أبرأ إليك مما صنع خالد بن الوليد » ثلاث مرات (٢) .
ثمّ روى الطبري أنّه كان بين خالد وبين عبد الرحمن بن عوف كلام فی ذلك ، فقال له : عملت بأمر الجاهلية في الإسلام.
فقال : إنما ثارت بأبيك.
فقال عبد الرحمن : كذبت ، قد قتلت ــ أنا ــ قاتل أبي ، ولكنك إنّما
__________________
(١)
(٢) تاريخ الطبري ٢ / ١٦٤ مقاطع من الواقعة حوادث سنة ٨ه.