ونَسيتِ فاحشة أتيت بها |
|
یا هند ويحكِ سبّةَ الدّهر! |
زعم الولائدُ (١) أنها ولدت |
|
*** ولداً صغيراً كان من عهر (٢) |
ونقل ابن أبي الحديد (٣) عن محمد بن إسحاق قول حسّان ــ أيضاً ــ في هجائها :
لِمَن سواقط ولدان مطرحةٌ |
|
باتت تفحص في بطحاء أجياد (٤) |
باتت تفحّصُ لم تشهد قوابلها |
|
إلا الوحوش وإلا جنة الوادي |
يظل يرجمه الصبيان منعفراً |
|
وخاله وأبوه سيدا الوادي |
ثم قال ابن ابی الحدید : ــ«الی ابیات اخر ، کرهت ذکرها لفحشها» (٥) .
ولحسان أبياتٌ أخر فى هجانها تأتى.
وأما قوله : « والأنساب فى الجاهلية لا اعتداد بها ؛ لأنّ أنكحتهم لم تكن معتبرة» فغلط فاحش ؛ لأن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «لكل قوم نكاح» (٦) ، بل هو من ضروريات الدين والعقلاء .
ولعلّ قصد الخصم من هذا تبرير فعل معاوية بنفيه زياداً عن أبيه عبيد ، وإلحاقه بأبي سفيان ، وإلا فأيُّ فائدة بهذا الكلام ؟!
__________________
(١) الولائد : القوابل . لسان العرب ١٥ / ٣٩٤
(٢) راجع : دیوان حسان بن ثابت ١ / ٣٤٨ ، تاريخ الطبري ٢ / ٧٠ و ٧١ ، الأغاني ٥ / ١٩٢.
(٣) ص ٣٨٧ مجلد ٣ . منه قدسسره .
(٤) أجياد : موضع بمكة يلي الصفا ، أو جبل بها . معجم البلدان ١ : ١٠٥
(٥) انظر : شرح نهج البلاغة ١٥ / ١٥ ، دیوان حسان بن ثابت ١ / ٣٩٧ ، وفيه اختلاف يسير في بعض الألفاظ.
(٦) تهذيب الأحكام ٧ / ٤٧٢ ح ١٨٩١.