وأقول :
حاصل جواب الفضل : معارضة الآيات الشريفة بما تقرر عند علمائهم، وتكذيب الله سبحانه وتصديقهم؛ فإنّ الله تعالى يصف نبيه الكريم بالخلق العظيم ((١)) ، وهم يصفونه بما ينبعث عن الخُلق.
والله سبحانه ينفي عنه القول عن الهوى وبدون الوحی(٢)،وهم يثبتون له القول عن جزع النفس وضيق الطبيعة ((٣)) .
والله عزّ وجلَّ يخبرُ أنّه كاد أن يهلك نفسه غمّاً ويستغفر لهم ((٤)) ،وهم يخبرون أنه لا يبالي بالمؤمنين ويتهوّر في الدعاء عليهم ((٥)).
والله تبارك وتعالى يفضّله على المرسلين والنبيين ، وهم يجعلونه من سائر البشر ((٦)) ، يصد عنه ما يصدر عنهم، حتّى يقع منه ما حُرِّم عليه من الدعاء على المؤمنين باللعن ونحوه .
وما الداعي إلى ذلك إلا نصرةً أشباه معاوية وابن العاص الذين لعنهم رسول الله صلی الله علیه و اله و سلم ودعا عليهم ؛ إعلاماً بشدّة نفاقهم، وخبث سرائرهم ،
١- سورة القلم ٦٨ : ٤.
٢- اشارة إلى الآية الكريمة «وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى» سورة النجم ٣/٥٣.
٣- وهو مقتضى قوله : إنّما أنا بشر يعرضني ما يعرض للبشر
٤- كما في قوله تعالى : «فلا تذهب نفسك عليهم حسرات»سورة فاطر ٣٥ : ٨.
٥- انظر هامش ٣ - ٧ صفحة ٣٨.
٦- انظر هامش ٢ صفحة ٣٨ .