و تحذيراً للناس من اتباعهم .
وأما الدعوات التي رواها الخصم عن النبي صلی الله علیه و اله وسلم، فلو سُلّم وقوعها منه ، فليس المراد بها الدعاء الحقيقي، وإلا لاستجيبت ، بل المراد منها : بيان التألّم من المدعو عليه ، وهذا بخلاف الدعاء على معاوية ؛ فإن المراد منه : حقيقة الدعاء .
ولذا كان يأكل ولا يشبع، ويقول: «كلت أضراسي ولم يشبع بطني »((١)).
وقد ورث هذا الداء منه ملوك الأمويين ، كما هو معلوم من حالهم .
وقد نسب القوم إلى النبي صلی الله علیه و اله وسلم دعوات مجابة لا تناسب النبوة والرحمة ، كدعائه على صبي بأن يقطع الله أثره ، فأقعد ((٢)) - جزاهم الله بما نقصوا به نبيّهم العظيم وكذبوا عليه.
وكله لإخفاء حال معاوية وابن العاص ، والحكم الوزغ واشباهم .
ولا أدري من هم العلماء الذين زعم الخصم إجماعهم على إثبات الحمق والتهوّر إلى نبي الرحمة المعصوم من الخطأ والزلل ؟!
أليسوا هم علماء النصب، ورواة الكذب، والمتعلّقين بأغصان الشجرة الملعونة في القرآن الذين لا يبالون بنص الكتاب، ولا يحجبهم عن عيب النبي حجاب ؟!
١- وردت بتعابير مختلفة :انظر : دلائل النبوة - للبيهقي - ٢٤٣/٦ ، تاريخ الطبري ٦٢٢/٥،الأبرارربيع٦٨٢/٢ ، شرح نهج البلاغة ١٨/ ٣٩٨ ، البدايه والنهاية ١٢٩/٦ .
٢- أنظر سنن أبي داود ١ / ١٨٥ ح ٧٠٥ و ٧٠٦ ، تاريخ البخاري الكبير ٣٦٥/٨ رقم : ٣٣٤٩ ، مسند الشاميين - للطبراني - ١ / ١٩٨ ح ٣٤٦ ، دلائل النبوة - للبيهقي - ٢٤١/٦ ، الشفا - للقاضي عياظ - ٣٢٨/١ ، تاریخ دمشق ٣٣٦/٢١ وج ٢٢٤/٦٨ .