ولو فرض أنه كان شاكاً في خبر عمّار ، فقد كان اللازم عليه أن يستوضح الحال من بقية المسلمين .
واعلم : أن البخاري روى في كتاب التيمم عن شقيق بن سلمة ، قال : «كنت عند عبد الله وأبي موسى ، فقال له أبو موسى : أرأيت يا أبا عبد الرحمن ! إذا أجنب فلم يجد ماء كيف يصنع؟
فقال عبد الله : لا يصلّي حتى يجد الماء .
فقال أبو موسى : كيف تصنع بقول عمار حين قال له النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : كان يكفيك .
قال : أو لَمْ تر عمر لم يقنع بذلك ؟
فقال أبو موسى : فدعنا من قول عمار ، كيف تصنع بهذه الآية ؟ ــ يعني آية التيمم ــ
فما درى عبد الله ما يقول .
فقال : إنا لو رخصنا لهم في هذا ، لأوشك إذا بَرُدَ على أحدهم الماء أن يدعه ويتيمم (١) .
وروى البخاري نحوه ــ أيضاً ــ من عدة طرق (٢) ، وكذا مسلم في باب التيمم (٣) .
__________________
(١) صحيح البخاري ١ / ١٥٥ ح ١٢.
(٢) صحيح البخاري ١ / ١٥٥ ح ١١ .
(٣) صحیح مسلم ١ / ١٩٢ ــ ١٩٣ ، وأنظر : سنن أبي داود ١ / ٨٥ ح٣٢١ ، سنن النسائي ١ / ١٧٠ ، مسند أحمد ٤ / ٢٦٤ و ٢٦٥ ، مصنف ابن أبي شيبة ١ / ١٨٤ ح٦ ، صحیح ابن خزيمة ١ / ١٣٦ ح٢٧٠ ، مسندأبي عوانة ١ / ٢٥٤ ، ح ٨٧٥ ، مسند الشاشي ٢٢ / ٤٢٣ ــ ٤٢٤ ح ١٠٢٥ و ١٠٢٦ ، صحيح ابن حبان ٢ / ٣٠٠ ــ ٣٠١ ح