قال المصنّف - طاب ثراه ((١)) :
ومنها : إنّه خاصم عليّاً وقتل جمعاً كثيراً لا يحصى من المسلمين.
وأدخل الشبهة على أكثر الباقين، مع أن الأمر لعلي بالإجماع عندهم ، ومبايعة المسلمين ((٢)) والنص من النبي صلی الله علیه و اله و سلم((٣))، واستحقاقه بواسطة العصمة ((٤)) .
وأجاب بعضهم عن حربه لأمير المؤمنين علیه السلام: بأنه اجتهد فأخطأ ((٥)) .
وفيه : إنّه لا وجه للاجتهاد في حرب إمام الوقت ، والقاح الفتنة ، وإضلال الأمة ، وقتل ما لا يحصى من نفوس المسلمين ؛ طلباً لثأر شخص واحد من أُناس مخصوصين ، هم أولى منه بالاجتهاد ، وأحقُّ منه بالدين ، على أنه ليس ولي الدم .
ولا أدري كيف يحمل معاوية على الاجتهاد وهو لم يبال بمخالفة ضروریات الدین، کاستلحاق زیاد((٦)) ، وشرب الخمر ((٧)) ؟!
ومن أين جاءه الاجتهاد والمعرفة بالأحكام ، وهو إنّما أظهر الإسلام
١- لم يرد قول المصنف هذا في نهج الحق المطبوع
٢- تاريخ الطبري ٦٢٢/٥.
٣- راجع ج ٦ .
٤- راجع ج ٢٠٥/٤
٥- تطهير الجنان : ٢٥ و ٤٢.
٦- راجع الصفحة ٢٤ من هذا الجزء
٧- أنظر : مسند أحمد ٣٤٧/٥ ، تاریخ دمشق ١٩٧/٢٦ - ١٩٨ ،٢٠٠، و ج٣١٢/٢٧ ، وج ٤٢٠/٣٤ ، سير أعلام النبلاء ٥٢/٥.