بعد الفتح بمدةٍ ((١)) واشتغل بالرياسة ، وملاذ الدنيا وشهواتها ؟!
وكيف استقام له الاجتهاد بعد ما ظهر له ولغيره بعد قتل عمار أنّهم الفئة الباغية ؟ !
وكيف اجتهد حتى استجاز قتل الأبرياء من المسلمين في غير ساحة الحرب ، وروّع أهل الحرمين ((٢)) ، وقتل الأطفال ((٣)) ، ونهب حليّ المسلمات ، والمعاهدات ((٤)).
ثم خرج على سيد شباب أهل الجنّة إلى أن انتزى على الأمّة قهراً ؟!
وقتل خيار المسلمين صبراً ؛ كحُجر وأصحابه ((٥)) ، وعمرو بن الحمق ((٦)) وأمثاله ((٧)) ، ومكّن ولاة الجور والفساد من رقاب العباد ؟!
وعهد لابنه الرّجس المارد المعلن بالكفر والفجور ؟!
فيا بارك الله للقوم بهذا الاجتهاد الذي استباحوا به مسخ الشريعة وحرب ، الأئمة ، وإهلاك الأمة ، وسيجزون بما قالوا وعملوا يوم يعضُ الظالم على يديه ويقول: «يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا * يا
١- سيأتي ذكره في المطلب التالي
٢- تأريخ اليعقوبي ٢/ ٩٩ - ١٠٠ ، تاريخ الطبري ١٥٣/٣ ، الأغاني ٢٨٥/١٦،الاستيعاب ١٦٢/١.
٣- تاريخ اليعقوبي ١٠١/٢ ، تاريخ الطبري ١٥٣/٣ ، الأغاني ٢٨٦/١٦ ، الاستيعاب ١٥٩/١-١٦٠.
٤- الأغاني ١٦ / ٢٨٧ ،الاستيعاب ١٦١/١.
٥- انظر : تاريخ الطبري ٢٢٨/٣ - ٢٣١ ، تاریخ دمشق ٢١١/١٢ وما بعدها ، تاريخ ابن الأثير ٣٢٦/٣ وما وبعدها .
٦- أنظر تاريخ الطبري ٢٢٤/٣ وما بعدها، تاریخ دمشق ٤٩٣/٤٥ وما بعدها،تاريخ ابن الأثير ٣٢٩/٣ - ٣٣٠ .
٧- کالحضرميان اللذان صلبهما زياد بأمر معاوية كما في المحبر - لابن حبيب - :٤٧٩.