المقاومة ؛ وكونه من رواية المتهمين ، بخلاف رواية كونه من عمر ، فيصح حينئذ قول المصنف رحمهالله إنه من زيادة عمر ، وإنّه قد أبدع في الأذان ما ليس من روايته.
ثمّ إنّ عمر كما زاد في الأذان : الصلاة خير من النوم نقص منه ومن الإقامة : «حي على خير العمل » (١) .
قال القوشجي ــ وهو من متكلمي الأشاعرة ــ في أواخر مبحث الإمامة من شرح التجريد» : «صعد المنبر وقال : أيها الناس ! .. ثلاث كن على عهد رسول صلىاللهعليهوآلهوسلم أنا أنهى عنهنَّ وأحرمهن وأعاقب عليهن ؛ وهي متعة النساء ، ومتعة الحجّ ، وحي على خير العمل» (٢) .
واعتذر عنه بعد ما أرسله إرسال المسلّمات : بأنّ مخالفة المجتهد لغيره في المسائل الاجتهادية ليس ببدع» (٣) انتهى.
وهذا العذر من الغرائب ؛ إذ جعل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وعمر مجتهدين ، وسوّغ لعمر مخالفة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ومعه لا يبقى أثر للرسالة ، بل ولا للربوبية ؛ لأنّ النبي لا ينطق إلا عن الوحي ، لا سيما في الأحكام ، فيلزمه أن يكون الله سبحانه مجتهداً ، وعمر مجتهداً آخر ، وله تصويب الله وتخطئته وهذا هو الكفر والخروج عن الدين ، ولاسيما إنّهم أخذوا على أنفسهم العمل بقول عمر ، دون قول الله تعالى ورسوله.
ويدل ــ أيضاً ــ على أنّ«حيّ على خير العمل من فصول الأذان ما
__________________
(١) مصنف عبد الرزاق ١ / ٤٦٤ ح ١٧٩٧ ، مصنف ابن أبي شيبة ١ / ٢٤٤ ح ٣٠١ المحلى ٣ / ١٦٠ ، السنن الكبرى ــ للبيهقي ــ ١ / ٤٢٤ ــ ٤٢٥ ، منتخب كنز العمال«مرفق مع مسندأحمد» ٣ / ٢٧٦.
(٢) شرح التجريد ــ للقوشجي ــ : ٤٨٤.
(٣) شرح التجريد ــ للقوشجي ــ : ٤٨٤ .