الخبيث من الطيب وقد عرفت في آخر الكلام على مطاعن معاوية أن الصحابة عيّروا ابن العاص بأمه لشهرتها بالفاحشة (١) ، وهو دليل على أن نشرها لا يكون قبيحاً مطلقاً.
وأمّا دعوى عدم الاعتماد على نقل صاحب «المثالب» فغير صحيحة بالنسبة إلى ما ينقله علماؤهم في مثالب أوليائهم ، إذ يبعد جداً أن يكذبوا أو ينقلوا كذباً فيما يتعلق بهم .
وأما قوله : «وكلامنا في الدلائل العقلية والشرعية» ، فصحيح ، وهذا منها ، فإنّه إذا ثبت أنّ ابن الزنا لا يَنْجُبُ ، ولا يدخل الجنّة ، ولاخير فيه ، فقد ثبت أنّ أكابر أوليائهم كذلك ، فلا يستحقون الخلافة والتعظيم ، وأن يجعلوا في عرض إمام المتقين ، ونفس النبي الأمين صلّى الله عليهما وعلى الهما الطاهرين .
وأما قوله : «وشهد لهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بالجنة» ، فممنوع.
والحديث الذي رواه الترمذي في تبشير العشرة بالجنّة ، موضوع ، كما مرّ تحقيقه في الآية الثانية والثلاثين من الآيات التي استدل بها المصنف رحمهالله على إمامة أمير المؤمنين عليهالسلام . (٢) .
وقد أخرجه الترمذي من طرق تشتمل على حميد بن عبد الرحمن ابن عوف ، وعبد الرحمن بن حميد ، وتنتهي إلى عبد الرحمن بن عوف وسعيد بن زيد (٣) ، وكلّهم محلّ التهمة ، مضافاً إلى ضعف كثير من رجال الأسانيد .
__________________
(١) راجع الصفحة ٩١ من هذا الجزء.
(٢) راجع الجزء الثاني ص ١٤٤ من كتابنا . منه قدسسره .وأنظر : ج ٥ / ١٤٠ من هذا الكتاب
(٣) سنن الترمذي ٥ / ٦٠٥ و ٦٠٦ ح٣٧٤٧ و ح ٣٧٤٨.