وكيف يكون طلحة من أهل الجنّة وقد روى مسلم (١) : أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : من خرج عن الطاعة ، وفارق الجماعة فمات ، مات ميتة جاهلية (٢) .
ونحو هذا مستفيض في أخبارهم ، حتى رواه مسلم والبخاري من عدة طرق (٣) .
بل روى مسلم : أن ابن عمر جاء إلى ابن مطيع حينما كان من يزيد في أمر الحرّة ماكان ، فقال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : من خلع يداً طاعة ، لقي الله يوم القيامة لا حجّة له ، ومن مات وليس في عنقه بيعة ، مات ميتة جاهلية (٤) .
ورواه أحمد في مسنده من عدة طرق (٥) .
فإذا كان هذا عندهم حال من خلع طاعة الرجس المارد يزيد صاحب الحرة ، وهادم الكعبة ، وقاتل سيد شباب أهل الجنة ، وهاتك حرمة رسول الله ، فكيف بمن خلع طاعة إمام المتقين الذي أوجب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أمته التمسك به وجعله عديل القرآن ، وقال : «حربه حربي»حتى قتل بسبب خلع طاعته آلاف مؤلّفة من المسلمين ــ ثمّ قتل ــ أعني طلحة ــ وهو باق على عناده ؟ !
ودعوى الاجتهاد لا نعرف وجهها ولا سيما مع عدم وجه للاجتهاد عند ابن عمر في خلع يزيد المعلن بالفسق والفجور.
__________________
(١) في باب الأمر بلزوم الجماع من كتاب الامارة . منه قدسسره .
(٢) صحيح مسلم ٦ / ٢١.
(٣) صحيح مسلم ٦ / ٢١ ــ ٢٢ ، صحيح البخاري ٩ / ٨٤ ح ٥ و ٦ و ص ١١٣ ح ٧.
(٤) صحيح مسلم ٦ / ٢٢.
(٥) كما في ص و ٨٣ و ٩٧ ج ٢.