والقوم : رعيّة (١) .
وروى البخاري في أوّل كتاب الأحكام : أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : « كلّكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ... والرجل راع على أهل بيته وه ــ و مسؤول عن رعيّته » (٢) .
وأما ما ذكره من أن قول عمر لعلي والعباس كان على طريق محاورات العرب ، فهو ظلم للعرب ، بجعل محاوراتهم منافية للآداب ، إلا أن يريد بهم من ينادون النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم من وراء الحجرات (٣) ، ومنهم عمر ، فإنه نادى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ــ وهو في بيته ــ : نام النساء والصبيان (٤) .
ولو عقل الفضل لعرف أن معنى كلامه أن عمر ترك آداب الله تعالى للمؤمنين في كتابه الكريم اتباعاً لطريقة جهال العرب في سوء الأدب في المحاورات ، وهو مطلوب المصنف رحمهالله .
وأما قوله : وهو يتضمن ذكر علّة طلب الميراث ، فطريف ؛ إذ أيُّ حاجة إلى بيان العلة في المقام حتى ترك الأدب مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لأجلها.
أكانت مشتملة على نكتة شريفة ؟ أو لم يكن أمير المؤمنين والعباس
__________________
(١) القاموس المحيط ٤ / ٣٣٧ ماده ( الرعي ) .
(٢) صحيح البخاري ٩ / ١١١ مقطع من ح٢.
(٣) قال تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ) ، سورة الحجرات ٤ : ٤٩
(٤) انظر : صحيح : صحيح البخاري ١ / ٢٣٥ ح ٤٣ و ص ٢٣٦ ــ ٢٣٧ ح ٤٦ وج ٢ / ٢٤ ــ ٢٥ ح ٢٤٣ و ٢٤٥ و ج ٩ / ١٥٣ ح ١٤ ، صحیح مسلم ٢ / ١١٥ ، ١١٧ ، سنن النسائي ١ / ٢٣٩ و ص ٢٦٧ ، سنن ، سنن الدارمي ١ / ١٩٦ ح ١٢١١ ، مسند أحمد ٦ / ٣٤ ، ١٩٩ ، ٢١٥ ، ٢٧٢ ، مصنف عبد الرزاق ١ / ٥٥٨ ح ٢١١٦ ، صحيح ابن خزيمة ١ / ١٧٦ ــ ١٧٧ ح٣٤٢ ــ ٣٤٣.